أبطال من سيناء.. "ذكري" قاد البحرية للنصر و"شراب" مديرا للمخابرات

أبطال من سيناء.. "ذكري" قاد البحرية للنصر و"شراب" مديرا للمخابرات
"عندما يكون الوطن في خطر فكل أبنائه جنود"، تلك الجملة التي قالها الأب هنري لاكودير، في بداية القرن التاسع عشر، حضرت بقوة في ذهن هؤلاء الذين لم يكن لهم ذنب في الحرب، سوى أن القدر جعل مسقط رأسهم الأرض المقدسة سيناء، التي شهدت مهد الديانات قبل مئات السنين، فقرروا أن يقدموا كل ما لديهم من أجل معركة تحرير الأرض واستعادة الكرامة، والقضاء على العدو المحتل، ولم يكن أمامهم سوى خيارين إما القضاء على المحتل أو الموت وهم يحاولون.
في أحد أحياء العريش الهادئة، وعلى مقربة من شاطئ البحر، تستقر عائلة البطل الفريق بحري، فؤاد ذكري، في الشارع الذي يحمل اسمه، هو أحد أبناء مدينة العريش، وقائد القوات البحرية في حرب أكتوبر عام 1973، هو من القلائل الذين أشادت بهم الكليات العسكرية في العالم، كان وراء أكبر عمليتين بحريتين ربما في تاريخ مصر الحربي كله، أولهما إغراق المدمرة إيلات، وإغلاق مضيق باب المندب.
أسرة الفريق الذي وافته المنية عام 1983، تتكون من زوجته السيدة نادية السيد الشاذلي، وثلاثة بنات هم ليلى بكالوريوس هندسة قسم عمارة، وعلا بكالريوس تجارة، وعزة ليسانس آداب، ويوضح مصطفى ذكري أحد أقاربه، أن عمه الفريق فؤاد ذكري، كان يهتم بالشباب وكان يعتبرهم أنهم هم وحدهم القادرون على بناء الدولة القوية، مضيفًا أنه قبل وفاته عرض عليه أن يتولى منصب وزارة الدفاع لكنه رفض لكبر سنه، وفضل أن يترك المنصب لمن هو أصغر منه سنًا، وفور خروجه للمعاش رقي لرتبة مشير.
الشيخ عبدالله أبوجهامة، هو الآخر كان أحد أبطال حرب سيناء الذين نفذوا عمليات ضد الجيش الإسرائيلي، أثناء حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، فهو يروي أنه نفذ العديد من العمليات داخل سيناء، قبل أن يتم أسره والحكم عليه بـ149 عامًا، ليفرج عنه في تبادل للأسرى مع الجاسوس باروك كوهين.
كبد جهامة العدو الإسرائيلي خسائر فادحة، وذلك بعد استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض، وشارك في عملية تدمير مركز قيادة وسيطرة وتحكم لإسرائيل في سيناء، كان وقتها موجودًا في مبنى محافظة شمال سيناء، وبمجرد أن اكتشف الإسرائيليون ذلك، قصفوه بـ24 قذيفة صاروخية.
وجه المدعي العام العسكري الإسرائيلي ثلاث تهم لجهامة كان أولها عبور قناة السويس بدون إذن مسبق من الجيش الإسرائيلي وصدر الحكم بـ99 سنة سجن، والتهمة الثانية هي التدريب على السلاح في دولة معادية وهي مصر، وحكم عليه بـ25 سنة سجن، والثالثة حيازة صواريخ روسية الصنع وقصف المباني المسلحة وحكم عليه أيضًا بـ25 سنة سجن.
اللواء لبيب شراب، مدير المخابرات الحربية الأسبق، من أبناء محافظة شمال سيناء في مدينة العريش، شغل منصب مدير المخابرات الحربية في عهد السادات، كما قاد عمليات الاستطلاع خلف خطوط العدو، وقت حرب الاستنزاف، والتي كانت تحول دون اختراق العدو لصفوف الجيش المصري.، كما كان يشرف على رصد تحركات العدو بعمق 100 إلى 150 كيلومتر خلف خطوطه.