وقالت مصر كلمتها في «العدل الدولية»!

أحمد رفعت

أحمد رفعت

كاتب صحفي

قالت مصر كلمتها أمام أعلى وأكبر محكمة فى العالم.. العدل الدولية.. المرافعة تعبر عن موقف مصر وشعبها الرافض للعدوان الإسرائيلى ولسلوك العدو الإسرائيلى العدوانى الإرهابى الإجرامى الممتد حتى من قبل إعلان كيانه عام 48 من خلال عصاباته الصهيونية التى امتدت مذابحها بعد 48 من خلال جيش العدو وأجهزته الأمنية!

المرافعة المصرية المكتوبة بميزان دبلوماسى شديد الحساسية بحيث ترتب ترتيباً موضوعياً وبحيث لا تنسى شيئاً يرتكبه العدو ويُحسب عليه ويجب أن يُسأل عنه إلا وشملته المذكرة التى قدّمتها شفهياً ياسمين موسى، المستشارة القانونية لوزارة الخارجية المصرية، فقد أكدت أن إسرائيل تعمل بشكل متعمد ومستمر على خلق ظروف حياتية مستحيلة فى قطاع غزة، إذ أنها تفرض الحصار وسياسة التجويع وتمنع وصول المساعدات الإنسانية وتخطط الآن لاقتحام رفح التى يوجد بها أكثر من مليون و300 ألف فلسطينى.. ثم تساءلت حرفياً: «إلى متى سيبقى الشعب الفلسطينى ينتظر قبل أن يتحقق حلمه فى حقه وتحقيق طموحاته؟.. إلى متى ستبقى الأمم المتحدة مستمرة فى إدارة آثار الأزمة الإنسانية الناتجة عن الاحتلال الإسرائيلى دون معالجة جذور المشكلة»!

ورغم البداية من غزة لكونها الحدث الأبرز والمستمر الآن، لكن المذكرة تناولت -كما قلنا- جوانب جرائم العدو، لذلك قالت: «الاحتلال الإسرائيلى الممتد للأراضى الفلسطينية ككل لا يتوافق مع الميثاق والقانون الدولى بداية للأسباب التالية؛ لأنه يحرم الشعب الفلسطينى من تقرير مصيره السياسى وإقامة سيادته على أرضه ويحرم الشعب الفلسطينى من حقه فى الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك يُعد انتهاكاً للقانون الدولى»، ولذلك تقول فى موطن آخر: إن إسرائيل كدولة محتلة يجب أن تدفع التعويضات اللازمة لكل الذين تضرروا من احتلالها وإجراءاتها على المستوى الفردى والجماعى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، حيث تمارس الإجراءات غير القانونية، مؤكدة أن «دول العالم مسئولة عن عدم دعم الواقع الذى تفرضه دولة الاحتلال الإسرائيلى والهادف إلى تمديد احتلالها عبر المستوطنات وعملية الضم، فضلاً عن مسئوليتها أيضاً عن التوقف عن مساعدة دولة الاحتلال بما يؤدى إلى تمديد هذا الاحتلال»!

كان طبيعياً أمام محكمة كبرى التذكرة بالقانون الدولى والمعاهدات الدولية، خصوصاً المادة الـ49 فى اتفاقية جنيف الرابعة التى لا تمنع فقط ترحيل السكان، بل تؤكد أن «أى إجراءات تقوم بها الدولة القائمة بالاحتلال من أجل أن تنظم أو تشجع ترحيل جزء أو كل من السكان إلى الأرض التى تحتلها تُعد أمراً مرفوضاً»!

وهكذا على كل الجبهات تخوض مصر معركة فلسطين مع أشقائها ونيابة عنهم أحياناً.. فى الأمم المتحدة ومع إخوتها فى لجنة القمة العربية الإسلامية ومع الاتحاد الأوروبى وفى الاتحاد الأفريقى وفى مجموعة دول الاتحاد من أجل المتوسط وفى العلاقات البينية مع كافة دول العالم وفى تحدى إدخال المساعدات وفى الحدود مع العدو الذى ينتظر أى لحظة غفلة هى فى الواقع من بين أحلامه أو قل أوهامه.مصر الكبيرة العظيمة فى موقعها الصحيح.. على عكس أكاذيب الكاذبين وإفكهم وتدليسهم!