معز مسعود: تجديد الخطاب الديني "واجب".. والجمود "هيودينا في داهية"
معز مسعود: تجديد الخطاب الديني "واجب".. والجمود "هيودينا في داهية"
قال معز مسعود، الباحث والداعية الإسلامي، إن ابتعاده عن الساحة طوال الفترة السابقة كان بسبب انشغاله في الدكتوراة، وإن خدمته للدين لها أبواب كثيرة، وإنه يستعد لعمل برنامج ديني في شهر رمضان المقبل، موضحًا أن رسالة الدكتوراة الخاصة به عن علاقة الفلسفة الإسلامية بالدروانية الحديثة، ونظرية التطور.
وأضاف مسعود، في حواره ببرنامج "ممكن"، الذي يقدمه الإعلامي خيري رمضان، عبر فضائية "سي بي سي"، أن رسالته تتحدث عن العلاقة بين النظرة البيولوجية والفلسفة الإسلامية والقرآن، و"هل يوجد مدى لتوفيق أي شيء، أو أنه انسجام كامل، أم حل وسط بين الإثنين"، متابعًا أن الدين علم ومن يجادل في هذا يرى أن هذا باب لمنع ما يراه التسلط باسم الدين، رغم أنه يوجد وسائل أخرى لمنع الكهنوت.
وأردف: "الفقه والتراث الإسلامي في حوار مستمر، ومن يقول غير هذا فهو على خطأ، لأن من سيقوم بعمل جمود هيودينا في داهية، والإسلام به 92 مذهب، منهم أربعة مشهورين، وهؤلاء لو بعثوا مرة أخرى ووجدونا لا نجدد هيزعقوا فينا، لأن السقف المعرفي تغير، وسيطالبونا بالتجديد، ونحن يجب أن نعيش ديننا كما يجب أن يكون في عصرنا، وتجديد الخطاب الديني الآن واجب، لأن طبيعة العصور القديمة والسابقة مختلفة تمامًا عن عصرنا الحالي، كما أن الإسلام يرفض إلغاء العقل".
وشدد على أنه لا يجب أن يتجاهل أحد الخبرة والتخصص للحديث في الدين، خاصة وأن هناك أحكامًا معينة وأمورًا أخرى تحتاج إلى تخصص وإلا سيحدث "عك"، مشيرًا إلى أن هناك فرقًا بين العلم والمعرفة.
ورأى مسعود، أن التجديد في الدين يكون على مستوى التأصيل والتوصيل، مثل فكرة استخدام الدراما في توصيل الفكرة، وأيضًا الدور الإعلامي، لأنه عند البحث في العلوم الشرعية يتطلب امتلاك الأدوات اللازمة لهذا، موضحًا أن الأمة الإسلامية جسد واحد مهما حدث، ولا تكفر أحد، وأي جزء من الجسد قال شيئًا ولو كانت بطريقة مؤلمة، فهو جزء من الجسد، ويشتكي الجسد بطرق مختلفة، لأن أي شيء متطرف سيولد تطرف.
واستطرد: "نحن لدينا تأخر في مواكبة العصر، وبدأت الفجوة تكبر، فمنذ 400 سنة كنا نجدد، والآن هناك واقع يمر على العالم، والتجديد لن يحدث إلا باستيعاب الواقع وطبيعة العالم وتغيراته، ومن ناحية أخرى يوجد شرع ودين إسلامي واسع، وفهم العقيدة بحر كبير، سواء على مستوى علم الكلام أو توحيد القلوب، وفهم الفقه نفسه ضخم في الأمة، والمذاهب والعلوم حوار مستمر داخل الأمة، وتتوالى الأجيال على هذا وتتغير، وتأتي سنوات مثل الآن ويقال إن هناك امورًا لا تصح في هذا الزمن، والسقف المعرفي يتسع كل فترة".
واستكمل: "لو تغير الواقع على نحو أسرع من قدرتي على مواكبته، ومن ناحية أخرى لو كانت العقيدة ضعيفة ستحدث الفجوة كما تحدث الآن، فالإسلام لا يقال عنه صالح لكل زمان ومكان، بل مصلح لكل زمان ومكان، ولو لم يجدد المسلمون سيحدث جمود، وإذا لم يجدد المسلمون خطابهم الديني يمكن أن يفسدوا الزمان والمكان، ويوجد إلحاد هادئ، وهناك إلحاد يريد أن يتخلص من الدين، وهذا بدأ بعد أحداث 11 سبتمبر".
ولفت معز مسعود، إلى أن" العقل محدود في قدرته الخلقية ولكن ليس محدودًا في التفكير، وبعض العلماء كان لديهم شكوك وأجهدهم التفكير، كما أن دور العقل هو التفريق بين الوهم والحقيقة، ولا يوجد تدين بدونه، إذن لا بد وأن نفرق بين النص ومفهومنا له، لأن معظم المشاكل تحدث بسبب الفهم الخاطئ للنصوص الإسلامية".
وأشار الداعية الإسلامي إلى أن "هناك مشكلات في التراث الإسلامي على كل المستويات، عدا القرآن الكريم والسنة، لذا فيجب أن لا يتوقف التجديد".