«سيلفا» في القاهرة

رفعت رشاد

رفعت رشاد

كاتب صحفي

لا تخطئ العين النشاط المكثف الذى يجرى فى القاهرة. تتحرك السياسة الخارجية المصرية فى كل الاتجاهات على سطح الكرة الأرضية. استقبلت بالأمس الرئيس التركى رجب أردوغان فى صفحة جديدة ترتقى بالعلاقات بين البلدين، وبعده مباشرة استقبلت الرئيس البرازيلى لولا دى سيلفا الذى يعرفه العالم زعيماً قوياً حقق طفرة كبيرة لبلاده فى فترة رئاسته السابقة، والآن قد عاد بقوة برغبة شعبية جارفة.استطاع «سيلفا» تحويل الاقتصاد البرازيلى فى سنوات حكمه إلى اقتصاد رابح، وكانت بلاده قد اقترضت من صندوق النقد الدولى فقام بتنفيذ خطط ناجحة انتقلت بعدها البرازيل إلى دولة مانحة للصندوق ولديها احتياطى كبير فى مصرفها المركزى.

والبرازيل تحتل المركز السابع فى ترتيب اقتصادات العالم قبل الهند وكندا وإيطاليا، وهى عضو بارز وقوى فى مجموعة بريكس التى انضمت إليها مصر مؤخراً.اتفق الرئيسان السيسى وسيلفا على رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية التى تمكنهما من تحقيق فوائد اقتصادية تفيد الشعبين، خاصة أن تجربة البرازيل فى التعامل مع صندوق النقد الدولى مهمة ومفيدة لدول العالم الثالث التى تمر بنفس التجربة، كما أن البرازيل طبقت خلال فترة تعاملها مع الصندوق برامج متميزة للحماية الاجتماعية، وهو ما تقوم به مصر لحماية الطبقات الأكثر فقراً وتجنيب المواطنين آثاراً سلبية تضاعف معاناتهم بسبب عملية الإصلاح الاقتصادى.

ركزت زيارتا الرئيسين التركى والبرازيلى على العلاقات الاقتصادية، وهما دولتان قويتان اقتصادياً، وأرى أن توجُّه مصر بشأن تعظيم التعاون مع تلك الدول يحقق فوائد عديدة بشأن زيادة معدلات الاستثمار فى المشروعات الاقتصادية والصناعية والتعاون لتوفير المنتجات الزراعية والحيوانية.

وكانت القضية الفلسطينية على رأس أولويات المباحثات بين الرؤساء وتأكيد الاتفاق على وقف الحرب الإسرائيلية الشعواء على غزة وقتل المدنيين والسعى إلى حل جذرى للقضية الفلسطينية بإعلان الدولة الفلسطينية فى حدود ما قبل 5 يونيو 1967 واعتراف الدول الكبرى بها حتى تدخل مرحلة جديدة من التحرر والبناء.كانت البرازيل أولى الدول فى أمريكا اللاتينية التى تعترف بالدولة الفلسطينية، وخصص «دى سيلفا» مساحة من الأرض لإقامة سفارة فلسطينية بالقرب من القصر الجمهورى، وبعدها اعترفت دول أمريكية أخرى بفلسطين.