الحزن يخيم على الوسط الثقافى برحيل "الأبنودى"

الحزن يخيم على الوسط الثقافى برحيل "الأبنودى"

الحزن يخيم على الوسط الثقافى برحيل "الأبنودى"

نعى مثقفو مصر وفاة الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى أمس عن عمر يناهز 76 عاماً، مؤكدين أن الراحل علامة بارزة فى تاريخ مصر بوجه عام، وتاريخها الثقافى بشكل خاص. وقال الدكتور عبدالواحد النبوى، وزير الثقافة، لـ«الوطن»: «الخبر وقع عليَّا زى الصاعقة»، مشيراً إلى أنه تلقى الخبر بعد وصوله إلى دولة الإمارات للمشاركة فى افتتاح معرض الشارقة للكتاب. وأشار «النبوى» إلى أن خسارة مصر والعالم العربى لا تعوض فى الشاعر الكبير الذى أثرى الحياة الثقافية والفنية لأكثر من 60 عاماً، كان خلالها صوت الشعب والعزيمة وارتبطت أعماله بالنصر فى أكتوبر 1973، وأيضاً بالنكسة فى يونيو 1967. فى الإطار نفسه، قال حلمى النمنم، رئيس دار الكتب والوثائق، إن الأبنودى كان شخصية مؤثرة جداً على المستوى الشخصى والمستوى الثقافى، فهو واحد من أهم الشعراء الذين استطاعوا أن يعبروا عن الروح المصرية فى فترات مهمة، وأضاف النمنم أن الأبنودى أيضاً استطاع أن يرتقى بشعر العامية وكاد يتغلب على شعر الفصحى، فضلاً عن أنه شاعر متجدد واكب أجيالاً عدة واستطاع أن يعبر عنهم ببراعة. وأكد «النمنم» أن مصر والعالم العربى قد خسروا برحيل الأبنودى قامة من قامات الثقافة، وصوتاً جريئاً وقوياً مميزاً، ولكنه وإن كان رحل فإن أشعاره باقية فى قلوب وأذهان المصريين، مؤكداً أنه لم يتوقع وفاة الأبنودى بالرغم من أن حالته الصحية كانت متدهورة، إلا أنه كان ينجو من مثل هذه الحالة مرات متكررة، ولكن تلك المرة قدر الله قد نفذ، وندعو الله أن يرحمه ويدخله فسيح جناته. وأوضح الروائى إبراهيم عبدالمجيد، أنه تلقى خبر وفاة الأبنودى ببكاء شديد، وأنه لم يخرج من وقع الخبر المحزن حتى الآن، وأضاف أن الأبنودى كان يملك وعياً ثقافياً لا مثيل له فى الوسط الثقافى، وكان على المستوى الشخصى رجلاً حكيماً، ولم يكن مجرد شاعر أو مثقف، بل كان واقعاً «عشناه بتفاصيله المدهشة أحياناً والأليمة أحياناً أخرى»، وسيظل واقعاً تعيش فيه الأجيال الحالية والمقبلة. ويذكر «عبدالمجيد» أنه كان للأبنودى فضل كبير فى رفع الروح المعنوية لدى المصريين بعد نكسة 1967، حين كتب أغنية «عدى النهار» التى غناها عبدالحليم حافظ بلحن مميز قدمه بليغ حمدى، ظلت تلك الأغنية تتردد فى سماء الوطن لسنوات عدة بعد النكسة، وكانت من أروع المشاركات الوجدانية التى شارك بها الأبنودى الوطن فجيعته، كما عهدناه فى المناسبات السعيدة والحزينة على حد سواء. وبنبرات حزينة قالت الروائية سلوى بكر: «الأبنودى رحمة الله عليه كان من أفضل شاعرى العامية فى مصر والوطن العربى بأكمله، ونحن برحيله فقدنا قيمة شعرية كبيرة أضافت الكثير لخريطة الشعر العامى». وقال المفكر السياسى السيد ياسين، إن وفاة الأبنودى خسارة كبيرة للأدب المصرى، لأنه يعتبر قامة فى الشعر، وكانت له لهجة صعيدية مميزة فى إلقاء الشعر.