«البحوث الإسلامية» يوضح فضل صيام شهر شعبان: ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين

«البحوث الإسلامية» يوضح فضل صيام شهر شعبان: ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين
قال مجمع البحوث الإسلامية اقتضت حكمة الله تعالى أن يجعل لعباده مواسم للخير يكثر الأجر فيها؛ رحمةً بعباده، ولما كان شهر رمضان هو شهر البركات والنفحات؛ فقد كان شهر شعبان خير مقدمة له، فكان الصوم في شعبان بمنزلة السنة القبلية في صلاة الفريضة؛ فإنها تهيئ النفس وتنشطها لأداء الفرض.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصوم في هر شعبان؛ فعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْته فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ» متفق عليه. واللفظ لمسلم. وفي هذا دليل على أنه كان يخص شهر شعبان بالصوم أكثر من غيره.
فضل صيام شهر شعبان
وحول فضل صيام شهر شعبان، ذكر مجمع البحوث الإسلامية عبر صحفته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن السلف الصالح كانوا يجتهدون فيه في العبادة؛ استعدادًا لاستقبال شهر رمضان، وفي هذا المعني قول أبي بكر البلخي: «شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع»
وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من كثرة صيامه فيه؛ فعن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما-، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال:«ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة.
وأوضح الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التنفل المطلق بالصوم في النصف الثاني من شهر شعبان بمعنى الصوم دون سبب أو الشخص لم يعتاد الصوم يومي الإثنين والخميس ويريد أن يصوم النصف الأخير من شهر شعبان فينهى عن الصيام في هذه الحالة.
وتابع أمين الفتوى بدار الإفتاء أنَّه لا مانع من الصوم في النصف الثاني من شهر شعبان لما كان له في الصوم أي اعتاد طوال السنة على الصوم مثل يومي الإثنين والخميس أو كان عليه صوم واجب مثل أن يقضي المتبقي عليه من رمضان الماضي كما كانت تفعل السيدة عائشة رضي الله عنها إذ كانت تقضي أكثر ما عليه من رمضان في شهر شعبان قبل أن يدخل رمضان الذي يليه، مبينًا أنَّ من الأصوام الواجبة صيام كفارة اليمين أو صيام النذر.