حالة وطنية استثنائية ينتظرها المشاهد في 2025

لينا مظلوم

لينا مظلوم

كاتب صحفي

الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية دوماً تبادر إلى التقاط نبض الشارع مع مختلف مبادراتها. فى الرياضة التى تحتل المساحة الأكبر من شغف الجمهور، قدّمت مشروعاً رياضياً متكاملاً فى برنامج «الكابيتانو» يهدف إلى تأهيل جيل جديد من المواهب الشابة فى كرة القدم.

مجال الفن الأقرب إلى قلب المشاهد -الدراما التليفزيونية- انطلق إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إلى آفاق إبداع جديدة ومبتكرة لتقتحم بجرأة فى أعمالها قضايا المرأة على اختلاف الشرائح المجتمعية والبيئية التى تنتمى إليها، إلى جانب ملفات مهمة، أبرزها التعليم، بالإضافة إلى قضايا حيوية لمست ملفات تحظى باهتمام المشاهد فى جميع أرجاء مصر.

يحل شهر رمضان الكريم بعد نحو شهر، حاملاً معه البركة والخير أحلى الطقوس عند اجتماع الأسرة بعد الإفطار ليتقاسموا السهر مع دفء أكواب الشاى ومتابعة الدراما التليفزيونية.

ومما لا شك فيه أن المشاهد افتقد كثيراً العام الماضى إحدى أبدع الحالات التى خلقتها الدراما التليفزيونية.. ثلاثية «الاختيار» رغم وجود أعمال قدّمت فى رمضان الماضى، مثل الكتيبة «101» و«حرب» ظلت ثلاثية «الاختيار» تحتل مكانة متفردة.

هذه الملحمة الشاملة تجاوزت أبعاد عمل فنى حقّق التكامل فى جميع العناصر الفنية، لينطلق إلى مساحات أرقى.. هو حالة وطنية تسللت إلى قلب وعقل المشاهد عن طريق عدة عناصر.

أولها كشفت بشفافية وصدق عن تفاصيل أحداث عاش المشاهد كل تداعياتها وآثارها مع كشف حقائق لم تكن معلومة عما كان يجرى ويُحاك ضد الوطن من جرائم حاولت جماعة إرهابية ارتكابها، وضع المشاهد أمام حالة وعى شامل بأهمية دوره المدعوم من الجيش فى 30 يوليو 2013.

ثانياً دعم الأحداث الدرامية بالوثائق المصورة واقعياً والكاشفة للوجه القبيح الإجرامى لهذه الجماعة، أضفى على العمل مصداقية أخرست كل محاولات التشكيك.

ثالثاً تحقّقت للثلاثية جميع العناصر الفنية، بدءاً من التأليف، والإخراج، والأداء، إلى دور أبسط مشارك فيه. إنتاج ضخم نجح فى إبهار المشاهد بكل مقوماته.

رابعاً ثلاثية «الاختيار» خلقت حالة وطنية إنسانية ارتبطت بأسماء يحمل المشاهد كل التقدير لأبطالها، سواء الشخصيات التى ظهرت بأسمائها، أو تلك التى لم يتم الكشف عن هوياتها الحقيقية.

خامساً الثلاثية عمل يسجل بصدق جميع الحقائق كما حدثت دون أى تغيير، وبالتالى هو وثيقة تاريخية ترصد ما حدث فى مرحلة دقيقة عاشتها مصر. المشاهد ما زال يفتقد كل شهر رمضان حالة ثلاثية «الاختيار»، وهذا النبض بالتأكيد يصل إلى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، خصوصاً أن ملف البطولات الوطنية الحافل بأدوار عظيمة لأبطال من الجيش والشرطة ما زال يتضمّن الكثير لم يُسرد عن تفاصيله بعد من تضحيات قُدّمت لدحض محاولات العصف بمقدّرات واستقرار الوطن.

حالة التواصل التى خلقتها ثلاثية «الاختيار» بين المشاهد وأبطال مثل الشهيدين أحمد المنسى ومحمد مبروك وغيرهما، بالتأكيد تحفّز على تقديم المزيد عن ملاحم تدور حول شخصيات أو عمليات قام بها الجيش والشرطة من أجل إعادة الاستقرار إلى الوطن. مخاطبة الوعى المجتمعى عبر حملات تقترب فى خطابها من المواطن أمر مطلوب بالتأكيد، والأهم استكمال المنظومة عبر تنمية الوعى الوطنى عن طريق إحدى أقرب وسائل التواصل إلى قلب المشاهد -الدراما التليفزيونية- بريق ثلاثية «الاختيار» يجب أن يبقى حاضراً فى الوعى العام، خصوصاً مع رفض الجماعة الإرهابية المنحلة التخلى عن اللغو والتزييف، حتى وهى تعانى الاحتضار بعدما لفظتها كل الأطراف التى منحتها فى الماضى مساحة للتحرّك وإنشاء «دكاكين» فضائية لنشر الإفك والأكاذيب.

حالة التفاعل الشعبى غير المسبوق التى حقّقتها ثلاثية «الاختيار» بالتأكيد تدعم وضع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى خططها المستقبلية مشروع استكمال هذه الملحمة الوطنية التى تتضمّن ملفاتها والجوانب المختلفة للخيوط الدرامية، التى يمكن التطرق إليها، سواء على الصعيد الأمنى أو الشعبى، بما يُحقّق لها الاستمرار لعشرات المواسم، خصوصاً أن التحديات ما زالت حاضرة والتحفّز الذى يحاول المساس بالثوابت الوطنية للموقف المصرى الراسخ ما زال يطل بوجهه القبيح مع التصريحات الساذجة التى تدور فى هذا الفلك، إلا أن الرد عبر آليات القوى الناعمة يجب أن يظل حاضراً ليكشف الثمن الذى دفعه الشعب والجيش والشرطة، سواء أمنياً أو اقتصادياً من أجل الحفاظ على سيادة وحضارة واستقرار الوطن. مشروع الاختيار أعمق وأعظم فى رسائله من التوقف عند ثلاثة أجزاء، مما يجعلنا نأمل وننتظر التحضير لهذه الملحمة الوطنية فى رمضان 2025، لاستكمال حالة الرّقى الإنسانى والوطنى الذى خلقته ثلاثية «الاختيار».