بروفايل| عزت الدوري.. رجل صدام حسين "أبو سبع أرواح"

بروفايل| عزت الدوري.. رجل صدام حسين "أبو سبع أرواح"
بقامته الطويلة، وجسده النحيل، وبشعرِه المُحمرّ، ولحيةِ خفيفةِ حمراءُ فاقع لونها، يظهر في تسجيل فيديو بالبدلة العسكرية لدقائق، ثم يختفي بعدها لسنوات.. لا أحد - أي أحد - يعلم عن موقع سكنه، أو مكان اختبائه شيئًا.
تصدر اسمه النشرات الإخبارية، وصفحات الجرائد، ومواقع التواصل عشرات المرات منذ الغزو الأمريكي للعراق: مقتل رجل صدام حسين في (غارة أو اشتباك أو اغتيال).. لكن سرعان ما يأتي النفي سريعًا، حتى بات الرجل، وكأنه قط بـ"7 أرواح".
إنه عزت إبراهيم الدوري، الرجل الذي وقف إلى جوار الرئيس صدام حسين في 17 يوليو من العام 1968 خلال الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس عبدالرحمن عارف، وهي الثورة التي تولى على إثرها حزب البعث قيادة البلاد برئاسة صدام حسين.
"الدوري" من مواليد 1942، في محافظة صلاح الدين، وكان الرجل الثاني في عهد الرئيس صدام حسين، حيث تولى مركز نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، وقبلها عدة مناصب من بينها منصب وزير الداخلية ووزير الزراعة.
وعلى الرغم من العلاقة السياسية التي امتاز بها الدوري مع صدام حسين إلا أن ابنته تزوجت من الابن الأكبر للرئيس الراحل، فكان يستمد قوته من المصاهرة والسياسة معا.
ورغم ما تعرض له العراق من غزو أمريكي، وتدخلات إيرانية صريحة ظل الرجل محافظًا على ما يبدو أنه عهدًا بينه والرئيس الراحل.. فبقي حتى اليوم مخلصا لأفكار "البعث".
عقب سقوط حكم صدام، وهروب الدوري، أصبحت رأسه قيمتها 10 ملايين دولار لمن يرشد عنه، كما اتهم بأنه أحد العقول المدبرة التي قادت عملية المقاومة حول مدينتي تكريت وسمراء، في وقت الاحتلال الأمريكي.
في 22 نوفمبر عام 1998، نجا الدوري من محاولة اغتيال عندما كان في زيارة إلى مدينة كربلاء، جنوبي العاصمة بغداد، فيما نسبت تقارير إعلامية أن الدوري يعاني من مرض سرطان الدم (اللوكيميا)، وبالتالي فهو يحتاج إلى عمليات نقل الدم كل 6 أشهر، ليظهر في فينا عاصمة النمسا، عام 1999 من أجل العلاج.
وطالبت المعارضة النمساوية آنذاك باعتقاله على أساس أنه ارتكتب جرائم حرب لكن الحكومة سمحت له بمغادرة البلد.
عادت منذ فترة أخبار مقتل الرجل عندما أعلن التلفزيون العراقي الرسمي، نقلا عن مسؤولين مقتل الدوري، يوم الجمعة 17 أبريل 2015 خلال عملية أمنية في منطقة حمرين شرق محافظة صلاح الدين.
وجاءت الأنباء عن مقتله خلال مواجهات بين قوات الحشد الشعبي ومسلحين في منطقة حمرين، بالقرب من حقول علاس، قبل أن ينفي حزب البعث العراقي مقتله حينها، ثم ظهر اليوم في فيديو مسجل يتحدث فيه عن عاصفة الحزم.