من "مرسي" لـ"عاصفة الحزم".. "عبداللهيان" ومصر في خلاف دائم

أثار أمير عبداللهيان، مساعد وزير الخارجية الإيراني في الشؤون العربية والإفريقية، حفيظة الخارجية المصرية مؤخرًا، بعد أن قال إنه ليس مقبولًا أن تضع مصر نفسها في مواجهة الشعب اليمني، وبعد أن دعا مصر لتقديم عون أكبر للإسراع في البحث عن حل سياسي لليمن، ومنع "المجازر" واتساع الصراع، ما دفع السفير ياسر مراد، مساعد وزير الخارجية للشؤون الآسيوية، للتنديد بتصريحات عبداللهيان ووصفها بـ"غير المناسبة وغير المقبولة". يعد أمير عبداللهيان، أحد أذرع الخارجية الإيرانية الناعمة والتي تتعامل مع الملف المصري ببرجماتية بحتة، ففي 3 يوليو 2013 وبعد الإنذار الذي وجهه الجيش المصري للرئيس المعزول محمد مرسي بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة، قال حينها نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، إن "محمد مرسي انتخب بأصوات الناخبين، وفي هذه الظروف نتوقع من القوات المسلحة المصرية التي لها ماضٍ مجيد خصوصًا في الثورة المصرية، أن تلعب دورها لدعم الحوار الوطني مع الأخذ في الاعتبار تصويت الناخبين الذي تم التعبير عنه في صناديق الاقتراع"، بحسب "سكاي نيوز". لكن مع بدء النظام المصري الجديد في ترسيخ أركان حكمه بعد عزل مرسي، بدا موقف عبداللهيان الأول تجاه التحولات السياسية الجارية في مصر متسرعًا، فمع الوقت بدأ الخطاب الإيراني في التبدل والقبول بالأمر الواقع، وفي النهاية كان عبداللهيان من بين الوفود العربية والأجنبية التي جاءت مهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسي بمنصبه الجديد، وبرزت المصافحة الحارة بين الرئيس المصري والمسؤول الإيراني، ما اعتبره البعض بداية صفحة جديدة في العلاقات المصرية الإيرانية التي طالما وصفت بالشائكة. وكان عبد اللهيان أعلن في سبتمبر الماضي، أن بلاده مستعدة لتطوير العلاقات مع مصر في شتى المجالات بما في ذلك المجالات الأمنية، بل أشار في تصريحاته حينها إلى أن بلاده وجَّهت انتقادات لمواقف الرئيس المعزول محمد مرسي، لاسيما من قضية التطرف في سوريا، ولفت إلى أن استعانة مرسي بفئة واحدة من المجتمع المصري – في إشارة لجماعة الإخوان – في مقابل تهميش باقي الفئات الأخرى كان أمرًا خاطئًا تمامًا، مؤكدًا أن إيران أبدت ترحيبها واحترامها لاختيار الشعب المصرى للرئيس عبدالفتاح السيسى، بحسب وكالة أنباء "فارس" الإيرانية. وأثناء الحرب على غزة العام الماضي، خرج عبد اللهيان لإدانة ما أسماه بالتباطؤ المصري في إدخال المساعدات الإيرانية المرسلة إلى غزة، حيث قال"هذا الأمر غير مقبول، نأمل أن تتحمَّل مصر مسؤوليتها العربية والإسلامية والإنسانية ضد الجرائم الصهيونية في غزة"، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. لكن مع نهاية الحرب، أكد عبد اللهيان أن مصر تلعب دورًا مهمًّا في دعم الأمن والاستقرار بالعالمين العربي والإسلامي، موضحًا أنه لا يمكن لأي دولة أن تحل بديلاً للدور المصري في المنطقة، وأشاد بالدور الذي لعبته مصر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشددًا على أن ذلك الدور يحظى باهتمام وتقدير الحكومة الإيرانية، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.