أسخن عام.. كيف يؤثر الطعام على الاحتباس الحراري في العالم؟

كتب: نانسي علي

أسخن عام.. كيف يؤثر الطعام على الاحتباس الحراري في العالم؟

أسخن عام.. كيف يؤثر الطعام على الاحتباس الحراري في العالم؟

في ظل أزمة المناخ التي يعيشها العالم، فإن أصابع الاتهام دائما توجه نحو محطات الطاقة الكبيرة، والسيارات الضخمة، وكل المصادر الرئيسية للغازات التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، إلا أن المفاجأة أن هناك مصدرا آخر مذهلا، يتسبب في التغير المناخي، العلماء وصفوا عام 2024، بأنه سيكون أسخن عام في التاريخ، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وجدت دراسة تم نشرها بمجلة «Nature Climate Change» أن استهلاك الغذاء العالمي وحده يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجة مئوية واحدة بحلول نهاية هذا القرن، وهو أكثر من كافٍ لتجاوز حد 1.5 درجة مئوية الذي وافقت الحكومات على اتباعه بموجب اتفاقية باريس. 

كيف يؤثر الطعام على المناخ؟

هل تحقق ذلك بالفعل؟ على سبيل المثال يعاني سكان ألبرتا بكندا، من آثار هذا الاحترار بشكل مباشر، حيث تدمر الحرائق والفيضانات والجفاف والآفات الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري محاصيلهم، لكنهم يتخذون أيضًا خطوات لمعالجة هذه المشكلة عن طريق تغيير طريقة تناولهم الطعام وزراعته.

ويقدر تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في ديسمبر 2023 أن الإنتاج الحيواني يمثل نحو 12% من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، ويأتي 62% منها من الماشية.

ما علاقة اللحوم بالاحتباس الحراري؟

كاثرين إيفانوفيتش، الدكتورة في جامعة كولومبيا والمؤلفة الرئيسية للدراسة، كشفت أن الأبقار تنتج انبعاثات غازات الدفيئة في الغالب من خلال تجشؤها وروثها، على الرغم من أن الأسمدة المستخدمة في العلف والوقود الأحفوري للآلات الزراعية تساهم أيضًا. 

وقالت إيفانوفيتش: «الحيوانات المجترة (مثل الأبقار) لديها هذه المعدة التي تعالج طعامها بشكل مختلف، وتنتج الكثير من غاز الميثان»، حيث يحبس الميثان حرارة أكثر بـ27 إلى 80 مرة من ثاني أكسيد الكربون (الغاز الرئيسي للاحتباس الحراري).

وجدت إيفانوفيتش وفريقها أن إنتاج لحوم البقر والألبان سيمثل نحو 52% من الاحترار المتوقع من الآن وحتى عام 2030 نتيجة لذلك، أكثر من أي مجموعة غذائية أخرى. 

وجد معهد الموارد العالمية أن لحم البقر يتطلب حوالي 20 مرة من الأراضي وينتج 20 مرة أكثر من الغازات الدفيئة لكل جرام من البروتين الصالح للأكل مقارنة بالفاصوليا، وذلك لأن الأبقار تنمو وتتكاثر بشكل أبطأ من النباتات والحيوانات الأخرى، ما يجعلها أقل كفاءة، حيث يمكن إطعام عدد أكبر من الدجاج برطل من الحبوب مما يمكن إطعامه للأبقار. 

ويعود جزء كبير من هذا التأثير إلى التغيرات في استخدام الأراضي، إذا كنت ترغب في تربية المزيد من الأبقار، يتعين عادة قطع الغابات وتحويلها إلى مراعي أو محاصيل، وهذه تخزن كميات أقل من الكربون مقارنة بالغابات.     


مواضيع متعلقة