"قنا": غلق "الشون والصوامع" يوقع الفلاحين فى شباك التجار

"قنا": غلق "الشون والصوامع" يوقع الفلاحين فى شباك التجار
اشتكى مئات من مزارعى القمح، بمركزى دشنا والوقف، شمال محافظة قنا، من عدم وجود شونة أو صومعة لتخزين محصولهم، مع بداية موسم الحصاد الجديد لهذا العام، مما يجعلهم فريسة سهلة فى أيدى التجار، الذين يبتزونهم بشراء أردب القمح بأسعار متدنية وأقل بكثير من أسعار الحكومة.
وطالب المزارعون مديرية التموين والجهات المسئولة فى المحافظة بفتح شونة دشنا الترابية، أو تحمل مصاريف النقل لأقرب صومعة أو شونة صالحة، خصوصاً مع تفاقم خسائرهم بسبب أزمة نقص السولار اللازم لعملية الحصاد والدريس.
يقول على الصغير، شيخ نجع القمبرة، بقرية أبومناع بمركز دشنا، وأحد موردى القمح: تفاجأنا بقرار غلق شونة دشنا الترابية أمام موردى القمح هذا الموسم، وكان يجب على المسئولين توفير بديل عنها فى مركز دشنا، أو تحمل مصاريف نقل القمح إلى شون وصوامع مركز ومدينة قنا، التى تعد الأقرب لديهم.
وتابع: الحكومة جعلت الفلاحين بهذه الطريقة فريسة سهلة للتجار، الذين استغلوا غلق شونة دشنا، الذى يعد أكبر المراكز توريداً للقمح على مستوى المحافظة، وابتزوا صغار وكبار الزراع لشراء القمح بأسعار متدنية، تقل 50 جنيهاً عن الثمن المحدد من قبل الحكومة، فى الأردب الواحد، وشدد على ضرورة تدخل المحافظ لوضع حل لتلك المشكلة.
وأوضح محمود المراشدى، مزارع، أن شونة الوقف مغلقة بسبب خضوعها لأعمال التطوير التابعة للقوات المسلحة، التى تهدف لبناء صوامع ضخمة تسع 65 ألف طن، مضيفاً: ومع ذلك فإن قرار غلق الشونة صادم وسيحمل تكاليف إضافية على موردى القمح فى دشنا والوقف، وليس هناك حل أمام موردى القمح إلا أن يبيعوا المحصول للتجار بسعر أقل من سعر الشونة.
وأبدى عدد من المزارعين غضبهم من هذه الأزمة، قائلين: «مش كفاية السولار اللى بتتعبنا فيه الحكومة يزيدوا علينا توريد القمح بقفل الشون»، مطالبين المحافظ ومديرية التموين بوضع حل عاجل لأزمتهم بفتح شونة دشنا وتخزين القمح فى العراء فى أجولة خيش معقمة، ونقله -كما كان يحدث من قبل- بعد فترة إلى المطاحن لطحنه.
من جانبه، قال فؤاد فتحى أندراوس، أمين شونة دشنا، إنه تم استبعاد الشونة من تسلم القمح لهذا العام من الموردين، لأنها شونة ترابية، طبقاً للمنشور الوارد من وزارة التموين، كما استبعدت أيضاً قوص لنفس السبب، موضحاً أن وزارة التموين اشترطت هذا العام أن تكون أرضيات الشون مغطاة بالأسفلت أو الخرسانة، لافتاً إلى أنه لا يمكن تطوير أرضية شونة دشنا لأنها ليست مملوكة لوزارة الزراعة، بل مؤجرة من الغير.
وطالب «أندراوس» مديرية التموين بمخاطبة الوزير لفتح الشونة لرفع المعاناة عن الفلاحين، حتى لا يتعرض محصولهم للتلف أو يضطروا لبيعه للتجار بثمن بخس، خوفاً من تعرضه للتلف. وعن أزمة نقص السولار التى تواجه المزارعين فى موسم الحصاد، قال أحمد عبدالعليم، وكيل تموين قنا، إنه خاطب التموين ووزارة البترول لزيادة حصة المحافظة من السولار بنسبة 30% على الحصة الأساسية التى تقدر بـ1200 طن سولار يومياً، مشيراً إلى أن هناك تحسناً فى الوارد من الوقود لمواجهة الطلب المتزايد عليه.