مناهضة العنف فى المدارس بالموسيقى والرسم والصلصال

مناهضة العنف فى المدارس بالموسيقى والرسم والصلصال
تكرار حوادث العنف فى المدارس، سواء بين الطلاب وبعضهم بعضاً، أو بين المعلمين والطلاب، كانت دافعاً للبحث عن حلول مبتكرة لمقاومة الظاهرة، من هنا جاءت فكرة مشروع مناهضة العنف المدرسى، كمبادرة تستهدف ما يقارب الـ15 ألف طفل فى الابتدائى والإعدادى، وتم تطبيقها فى 15 مدرسة بمركزى أسيوط المدينة ومركز «أبوتيج»، كتجربة مبدئية لتعميمها على باقى المحافظات.
المشروع الذى تستغرق مدته عامين، جاء بالتعاون بين منظمة اليونيسيف، ووزارة التربية والتعليم، هيئة «تير دى زوم»، وجون ميلاد استشارى التغيير المجتمعى بالفن، ويهدف إلى الحد من العنف الموجه للأطفال داخل المدارس، وتعزيز مجموعة من القيم الإيجابية مثل التواصل السلمى، وكيفية إدارة الغضب وبناء السلام الداخلى، حسب ما ذكره «جون ميلاد» لـ«الوطن»: «تنمية شخصية الطفل وإعطاؤه المساحة لكى ينضج ويبدع هو أهم ما نسعى إليه من خلال المبادرة، وبالطرق غير التقليدية، مثل الرسم والصلصال والتعبير بالكلام والجسد والموسيقى والحركة».
أغنية عن التميز وضد العنف، هو ما حرص «جون» على إعداده، حيث قامت بعض المدارس بتحفيظها للطلاب، لإنشادها يومياً فى طابور الصباح بعد السلام الجمهورى، فيقول «جون»: «حرصنا على مخاطبة الإخصائيين الاجتماعيين، التربية الرياضية، الصحافة المدرسية والحاسب الآلى، وقمت بتدريب طفلين من كل مدرسة عشان لما يرجعوا لمدارسهم ينقلوا الفكرة ويطبقوها ويوصلوها لغيرهم، بخلاف كورس منفرد مع المدرسين، على مدار حوالى 5 جلسات».
«جون» أضاف أن ردود أفعال الطلاب تباينت، فمنهم من حكى عن وقائع عقاب تزعجهم كثيراً، وأكدوا أن معظم ما يعاقبون بشأنه لم يتعمدوا فعله، ولو استمع إليهم المعلم قبل تطبيق العقاب لتفهم موقفهم، والبعض الآخر أعرب عن فرحته بالمبادرة وأنهم لأول مرة يشعرون بأنهم أحرار، وبمقدورهم البوح عما بداخلهم، أما أبرز ما فوجئ به «جون» نفسه والقائمون على المشروع، كان الترحيب الذى لاقوه من إدارات المدارس، حيث ذللوا لهم كافة العقبات وأخطروا المدرسين والإخصائيين بطبيعة المشروع، بل ومنحوهم إجازات لحضور الدورة التدريبية، التى تبدأ فى الصباح الباكر وتمتد للخامسة عصراً.