"الشوباشى" لـ"الوطن": "الحجاب" معركة المجتمع لمواجهة الإسلام السياسى

كتب: هبة أمين

"الشوباشى" لـ"الوطن": "الحجاب" معركة المجتمع لمواجهة الإسلام السياسى

"الشوباشى" لـ"الوطن": "الحجاب" معركة المجتمع لمواجهة الإسلام السياسى

قال شريف الشوباشى، الكاتب الصحفى، إن دعوته لمظاهرة «خلع الحجاب»، هى أحد محاور المعركة التى يخوضها المجتمع مع تيار الإسلام السياسى فى مصر، والتى وصفها بأنها معركة خطيرة تدور فى عمق المجتمع بعيداً عن السطح الذى تسيطر عليه المعركة الأمنية والسياسية. وأشار «الشوباشى» فى حواره مع «الوطن»، إلى أن «الحجاب» فُرض على المرأة، لكى تكون خاضعة وخانعة ومستكينة، وإلى نص الحوار: ■ ما الهدف من دعوتك السيدات للتظاهر فى ميدان التحرير لخلع الحجاب؟ - مصر كانت بلا حجاب حتى نهاية الستينات، والحجاب لم يكن له أى وجود فى مصر، ولم يظهر إلا مع ظهور تيار الإسلام السياسى الذى اتخذ من الحجاب شعاراً وراية ورمزاً لصعوده ولاقترابه من السلطة، وظل الإسلام السياسى والحجاب ينموان بالتوازى، إلى أن وصل الإسلام السياسى للحكم على يد محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية المشئومة، وتحليلى البسيط أن الحجاب نما وترعرع مع الإسلام السياسى، وأن مواجهته تستلزم تراجع الحجاب. ■ ربطك بين الحجاب والإسلام السياسى.. أليس به إجحاف لهذا الزى الذى ترتديه بعض السيدات منذ زمن بعيد؟ - أولاً أنا لا أعلم أن السيدات يرتدين الحجاب «من زمان»، ولكن أعلم أن الحجاب ظهر فى العصر الحديث بعد النكسة، وبعد ظهور تيار الإسلام السياسى، وقبل ذلك لم يكن هناك شىء يسمى بالحجاب، ومن يقول إنه لا علاقة بين الحجاب والإسلام السياسى فهو منافق ومُدعٍ ومراءٍ، هذا أمر واضح للأعمى. ■ كيف ترى أن خلع الحجاب سيقلل من خطورة تيار الإسلام السياسى؟ - المعركة مع تيار الإسلام المتشدد، والذى يتمثل فى الإخوان، وكل حلفائهم، وهم أكثر مما نتصور فى مصر حتى الآن هى معركة قرارات ومعركة أمنية وسياسية، لكن الجانب الأهم والأخطر هو الذى يدور فى عمق المجتمع وليس على السطح، وهى معركة فكرية وثقافية واجتماعية، ومن أهم رموز هذه المعركة «الحجاب»، الذى فُرض على المرأة لكى تكون خاضعة وخانعة ومستكينة، لأن الفكرة الجوهرية من الإسلام السياسى، هى خضوع المجتمع واستكانته، فإخفاء المرأة وإخضاعها كان دائماً هاجساً من هواجس هيمنة الدين على الدولة، والمواجهة تكون بإعطاء المرأة مزيداً من الحرية، وهذا ما أدركه إنسان عظيم بحجم قاسم أمين، وعلماء عظماء أمثال الإمام محمد عبده، ومصطفى عبدالرازق، وطه حسين، وكل رموز النهضة حاربوا من أجل تحرير المرأة، وكل رموز الإسلام السياسى حاربوا من أجل إخضاعها.[FirstQuote] ■ هل ترى أن التوقيت للإعلان عن هذه الدعوة مناسب خاصة أنها تمنح معارضى النظام الحالى الفرصة للحديث عن فكرة معاداة الدولة للإسلام؟ - أى توقيت سُيقال عنه «إشمعنى»، هذا التوقيت للحديث عن خلع الحجاب مثالى، لأن العقول بدأت تتحرر، والغشاوة بدأت تنزاح عن الأعين، والأهم من هذا وذاك أن هناك استجابة كبيرة، وبنات أخبرننى عن رغبتهن فى خلع الحجاب الذى ارتدينه لرعبهن من أهاليهن الذين يضربونهن، وطلبن عدم الحديث عن أسمائهن، كما أنه بعد ثورة 25 يناير، هناك وعى بأهمية الحرية بصفة عامة، ثانياً: المرأة لعبت دوراً أساسياً فى ثورتى يناير ويونيو، وبالتالى المناخ الآن ملائم جداً، وسيدات مصر فى انتظار الإشارة لإعلان ثورتهن من أجل الحرية. ■ كان هناك تصريح لأحد رجال الأزهر بأن الدعوة لخلع الحجاب بمثابة اعتداء صارخ على حريات الإنسان وكرامته، كذلك البعض يرى أن ارتداء الحجاب من عدمه حرية شخصية؟ - الذى يقول ذلك، أجيبه بما يلى: إذا كان الحجاب حرية شخصية لماذا تُضرب الفتيات فى المدارس لارتدائه؟، ولماذا يتم تهديد الزوجات بالطلاق إذا فكرن بخلع الحجاب؟ ولماذا يمارس إرهاب نفسى ومعنوى على السيدات لارتداء الحجاب؟ ولماذا انطلق شيوخ الإفك والضلال لمدة 30 سنة، لترويع الناس وتخويفهم بعذاب القبر، وأن الست هتتمسك من شعرها إذا لم تكن ترتدى الحجاب؟، وهل الحرية الشخصية تأتى عن طريق الضرب والتخويف والإرهاب والقمع «بيضحكوا على مين دول؟». ■ لكن فى المقابل هناك سيدات يرتدين الحجاب لقناعتهن به دون خوف من أحد؟ - من يقول ذلك منافق وكاذب، والمرأة عندما كانت تسير فى الشارع سافرة كانت تُشتم وتُهان، ويقال إنها مسيحية وخارجة على الملة وربنا يهديها، كما يمارس ضدها إرهاب، وهذه حقيقة واضحة ليست فى حاجة إلى إثبات. ■ ولكن فى مقابل دعوتك لخلع الحجاب، قد نجد دعوات أخرى لارتداء النقاب، أو إطلاق اللحية على سبيل المثال؟ - النقاب ليس حرية شخصية، وممنوع فى كثير من الدول لأسباب أمنية ليست لها علاقة بالدين، لكن لو الإسلاميين و«الخرفان» عايزين يطلعوا مظاهرة مضادة يتفضلوا مش هنقدر نمنع حد من التعبير عن رأيه. ■ قلت إن السيدات يرتدين الحجاب خوفاً ورهبة، فكيف سيشاركن فى مظاهرة لخلع الحجاب على الملأ؟ - لم أقل جميعهن يرتدينه خوفاً، ولكن نسبة لا تقل عن 70% يرتدين الحجاب خوفاً وقهراً.