بين "قصف" سوريا و"انفجارات" في مصر.. البث التليفزيوني ضحية "الفوضى"
لم تعد وسائل الإعلام مرادف لنقل الأخبار والمعلومات فقط، بل أصبحت هي كل مالا يمكن تجاهله في إطار "الأمن القومي"، سواء كانت ذراعا حكومية، أو وسيلة معارضة، حيث دخلت الحرب بضراوة، لتحول ساحة المعركة لفضاء شاسع، والأسلحة الثقيلة لقنوات نتداولها بكبسة زر.
ولا يعتبر انقطاع البث التلفزيوني، منتصف ليل اليوم، عن جميع القنوات التي تبث من مدينة الإنتاج الإعلامي، منها قناة "سي بي سي"، و"سي بي سي إكسترا"، و"أون تي في"، و"أون تي في لايف"، بعد تفجير برجي كهرباء، الحادثة الأولى من نوعها.
ولم تكن المرة الأولى التي يتم قطع البث فيها عن قنوات تليفزيونية، حيث شهدت تونس انقطاع البث التلفزيوني الفضائي لـ4 قنوات في أكتوبر الماضي، ما أدى إلى حالة من الخوف والتوتر في البلاد وسط تأويلات متنوعة وصلت إلى حد الحديث عن انقلاب عسكري.
ووفقًا لموقع "عالم واحد" الإماراتي، انقطع البث التلفزيوني على نحو مفاجئ عن 4 قنوات تونسية دفعة واحدة، وهي قناتا التلفزيون العمومي "الوطنية الأولى والثانية"، وقناتا "نسمة" و"حنبعل" الخاصتين.
وأوضحت السلطات الرسمية، أن سبب انقطاع البث التلفزيوني يعود إلى خلل فني ناتج عن سوء الأحوال الجوية، بعد هطول الأمطار الغزيرة على مركز الإرسال في منطقة الدخيلة من ولاية نابل "شمال شرق العاصمة".
وانقطع البث التلفزيوني في بوركينا فاسو بعد اقتحام محتجين المبنى، حيث قالت وكالة "رويترز" للأنباء، إن تلفزيون بوركينا فاسو توقف عن البث، 30 أكتوبر الماضي، بعد أن اقتحم محتجون المبنى ونهبوا محتوياته.
وأضافت الوكالة، أن شاهد عيان أفاد أن الجنود الحراسة أطلقوا أعيرة في الهواء؛ لمحاولة تفريق المحتجين، لكن الحشد واصل التقدم ما دفع الجنود للفرار.
وفي حلب، شهدت المدينة اشتباكات عنيفة، أغسطس 2012 ، بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية في محيط حي صلاح الدين، الذي يتعرّض لقصفٍ مستمرٍ من قوات النظام، وفقًا لصحيفة "سبق" الإلكترونية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري الحر انسحب من محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون في حلب بعد القصف الذي تعرضت له المنطقة المحيطة بالمبنى للقصف الجوي، حيث شوهدت مروحيات وطائرات حربية مقاتلة تحلق في سماء المدينة فيما وردت معلومات عن تفجير عبوات ناسفة في مبنى الإذاعة والتلفزيون من قِبل الجيش الحر، حسب "وكالة الأنباء الألمانية".
وأفاد المرصد بسماع أصوات انفجاراتٍ في حيي الشعار وبستان الباشا، إضافة لاشتباكات في حيي الفرقان والصاخور، كما أعلن الجيش الحر سيطرته على مبانٍ من الإذاعة والتلفزيون في حلب، مشيرًا إلى أن عناصر قوات النظام فرّت من المنطقة، ولم يبق إلا القناصة على مبنى الإذاعة وهم محاصرون من قبل الجيش الحر.
وأفادت شبكة مراسلي المجلس الوطني السوري عن توقف بث القنوات السورية الأرضية الأولى والثانية في مدينة حلب بالتزامن مع سيطرة الجيش الحر على منطقة مبنى الإذاعة والتلفزيون.
وعن اليمن، فانقطع البث عن قناة عدن الحكومية بالتواهي، الأحد 5 أبريل الحالي، بصورة مفاجئة، وقال عاملون بالتلفزيون الحكومي إن بث القناة انقطع عقب فرار العاملين في القناة بسبب تعرض مبناها لأعمال قصف، وفقًا لموقع "اليمن السعيد".
وقناة عدن الحكومية هي أخر تلفزيون حكومي يمني يبث في اليمن عقب توقف بث قنوات تلفزيونية أخرى بينها القناة الفضائية اليمنية.
وأفادت مصادر محلية في عدن أن قوات الأمن المركزي اقتحمت مبنى التلفزيون في عدن قبل إذاعة البيان الذي أعلنت مصادر في الحراك الجنوبي إذاعته عبر الراديو إذا تعذر إذاعته في التلفزيون.