«جيران على الحلوة والمرة».. مسنات يتشاركن الجلوس على أنقاض منازلهن: «مش هننزح»
![أم العبد](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/6402042431705086259.jpg)
أم العبد
«أم العبد وسهام أبوغوطة» جارتان مسنتان فشلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فى إبعادهما عن بعضهما، يتشاركان قصص الحرب والعزاء على أطلال المبانى، تجلسان أعلى حطام منزلهما الكائن وسط القطاع، يلهو حولهما من نجا من أحفادهما، تُصّبر كل منهما الأخرى، فالمصاب جلل، والفقد لا يحتمل.
بين الفينة والأخرى تنظر «أم العبد»، السبعينية، حولها تتفحص الدمار والركام مرددة: «إنّا لله وإنا إليه راجعون»، فى الوقت الذى تنهمر فيه دموعها على خديها، قائلة لـ«الوطن»: «الحسرة مالية قلوبنا، بس بنحب أرضنا ونتمسك بها، وأولادى كلهم استشهدوا، أثناء انتظارى فى طابور طويل أمام المخبز للحصول على لقيمات يسد بها الصغار جوعهم.. حفيدى قالى يا ستى عمى العبد وكريم ماتوا».
«أم العبد»: بيتي راح وأولادي استشهدوا.. و«سهام»: بنقرأ الفاتحة على روحنا قبل النوم
وبالقرب من الأم الثكلى تجلس جارتها الخمسينية سهام أبوغوطة، تحاول جاهدة التخفيف عنها: «كلهم شهداء وشفعاء لنا»، ولا تنوى «سهام» النزوح نحو الجنوب، حيث الخيام ومغادرة الديار: «سنظل هنا.. إما نستشهد أو تنتهى الحرب.. لازلنا نؤمن بوطننا ونقضى نهارنا على أطلال منازلنا»، تلك الكلمات مثلت حافزاً دائماً لباقى السكان والأطفال كما تحثهم على الصبر والتحمل: «لا يوجد إنسان يتحمل هذه الحياة، لكن الفلسطينيات لديهن كرامة، ورغم هدم المنازل سنظل نحيا على أطلالها».
عند حلول الليل الذى يعتبره الغزاويون أسوأ توقيتات اليوم بسبب تكثيف الغارات والقصف والاستهدافات المتكررة، تقول بصوت حزين: «أى شىء بيتحرك هنا بيتم قصفه، ومافيش حداً بيتعود على الموت، وأكيد بنخاف ننقصف واحنا نايمين، وقبل ما ننعس بنجمع أحفادنا حوالينا وبنقرأ الفاتحة على روحنا، يمكن مانصحاش غير فى قبورنا، لو قدروا يطلعونا ونندفن».