«ثمن الكلمة».. «مؤمن» مراسل يفقد 22 من أسرته في غزة: «سأظل أنقل الصورة»

كتب: رؤى ممدوح

«ثمن الكلمة».. «مؤمن» مراسل يفقد 22 من أسرته في غزة: «سأظل أنقل الصورة»

«ثمن الكلمة».. «مؤمن» مراسل يفقد 22 من أسرته في غزة: «سأظل أنقل الصورة»

يظهر أمام الكاميرا مرتدياً درعه الصحفى وخوذته الواقية، وبملامح تحمل الصمود والثأر والانتقام، يصدح المراسل الأربعينى، مؤمن الشرافى، بصوته الذى تخنقه الدموع معلناً خبر استشهاد والديه وأشقائه وزوجاتهم وأطفالهم بالإضافة إلى 22 فرداً من أسرته، فى قصف إسرائيلى استهدف منزلاً نزحوا إليه فى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، فيما يتجمع المواطنون بمحيط الساحة الخارجية لمستشفى ناصر بخان يونس، جنوب غزة، لتعزية «الشرافى» الذى كان يستقبلهم ويردد بصوت مسموع: «الحمد لله سنظل صامدين».

على مدار أكثر من شهر ونصف من استشهاد عائلة «الشرافى» التى لم يتمكن من وداعها أو دفنها، عقب قصف منزلهم بعشرات الصواريخ المتفجرة فى السادس من ديسمبر الماضى، بسبب تكليفه بالتغطية التليفزيونية فى الجنوب واستحالة العودة إلى الشمال، إلا أنّ الصحفى المكلوم لا يزال متمسكاً بإيصال صوت غزة للعالم من خلال رصده للأحداث وتوثيق الغارات وعرض صور الشهداء والجرحى.

«الشرافي»: أمي أوصتني بمواصلة تغطية الحرب

يحتفظ «مؤمن» على هاتفه المحمول بآخر تسجيل صوتى أرسلته له والدته قبل ارتقائها بيوم: «أمى كانت تطمئن علىّ وتقول لى اشتقت لك يا ضىّ عيونى، وتوصينى أدير بالى على حالى وأظل أغطى الحرب والمجازر، وهاى أول مرة تحكى فيها هذا الكلام، فشعرت أنها تودعنى، ومازحتها قائلاً لا تقلقى يا أمى هاروح على الجنة قبلك»، لم يتمكن الابن يومها من النوم: «كنت أشعر بأن هناك مصاباً جللاً سيحدث، بس كنت بشتت انتباهى لحد ما جانى الخبر العصر، وما كنتش بدّى شىء غير دفنهم بكرامة، بس حتى هذا الشىء البسيط صار حلم للغزاويين».


مواضيع متعلقة