بـ«الصوت والصورة»: 160 محامياً دولياً يلاحقون إسرائيل بأدلة دامغة

بـ«الصوت والصورة»: 160 محامياً دولياً يلاحقون إسرائيل بأدلة دامغة
- إسرائيل
- الشعب الفلسطينى
- جنوب أفريقيا
- الحرب الإسرائيلية
- إسرائيل
- الشعب الفلسطينى
- جنوب أفريقيا
- الحرب الإسرائيلية
فى خطوة تاريخية وغير مسبوقة، تواجه إسرائيل اتهامات تتعلق بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية فى قطاع غزة، وهو الكيان الذى اعتاد الترويج للمظلومية والادعاء بأنه ضحية الاضطهاد على مر العصور، وتتجه أنظار العالم صوب قصر السلام فى لاهاى بهولندا قبيل ساعات من انطلاق أولى جلسات محاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية لسكان غزة، أمام محكمة العدل الدولية، بعدما أقامت دولة جنوب أفريقيا دعوى ضد دولة الاحتلال التى تمثل فى قفص الاتهام للمرة الأولى، لمحاسبتها على التطهير العرقى وسلسلة الجرائم البشعة والهمجية التى مارستها أمام عدسات وسائل الإعلام العالمية.
«الرقب»: تصريحات مسئولى الاحتلال وثيقة إدانة تؤكد ارتكاب المجازر مع سبق الإصرار والترصد
جهود حثيثة بذلتها جنوب أفريقيا لتوثيق جرائم الحرب الإسرائيلية والتى استهدفت بها تنفيذ مخططها بإبادة الشعب الفلسطينى، حسبما أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، معرباً عن شكره وامتنانه لجنوب أفريقيا على خطوتها، بعدما جمعت أدلة دامغة حاسمة وقاطعة تُعرض أمام محكمة العدل الدولية يومى 10 و11 من الشهر الجارى، كاشفاً عن أن الأدلة تتضمن وثائق ومقاطع فيديو لمحاولة قوات الاحتلال تنفيذ مخططات الإبادة الجماعية لسكان غزة.
أتوقع إدانة المحكمة لإسرائيل ودعوتها لوقف إطلاق النار
وأضاف «الرقب» لـ«الوطن» أن الوثائق تضم وقائع وأحداثاً سجلتها العدسات وعرضتها الشاشات وشاهدها الجميع على اختلاف ألوانهم وعقائدهم، متابعاً: «الصورة كانت اللغة التى فطن من خلالها البشر كافة على اختلافهم على ظهر البسيطة، حجم ما يتعرض له المدنيون من فظاعة ومجازر تتضمن انتهاكات الحروب الأكثر دراية بالتاريخ الإنسانى مجتمعة، مثل قتل الأطفال الخدج بمستشفى النصر والقصف الجماعى للأطفال والنساء والعائلات، وتدمير المبانى السكنية والمبانى الآمنة التابعة للأونروا كالمستشفيات والمدارس، منها ما حدث بالمستشفى المعمدانى ومستشفى الشفاء ومدرسة الفالوجة ومدرسة الفاخورة وغيرها». وأكد أن 160 محامياً من مختلف دول العالم سيختصمون دولة الاحتلال بتقارير مهمة، مشيراً إلى أن المحامين الدوليين المشاركين بالدعوى على قدر عال من الكفاءة، ولديهم من الدلائل ما يدين الاحتلال، من خلال جمع تصريحات علنية لمسئولين إسرائيليين لم يتوقعوا يوماً أن تستخدم ضدهم كاعترافات وهم مَن اعتادوا أنهم فوق المحاسبة والقانون، ضمتها جنوب أفريقيا لقائمة انتهاكات إسرائيل لتثبت أنها لم تلتزم باتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، وتوافر «النية» لارتكاب الإبادة الجماعية.
ووفقاً لـ«الرقب»، فإن من أبرز التصريحات العدائية التى تدين المسئولين بحكومة الاحتلال، تصريح نسيم فاتورى، النائب عن حزب الليكود على منصة «إكس»: «الآن لدينا جميعاً هدف مشترك واحد، محو قطاع غزة من على وجه الأرض»، ودعوة الوزير الإسرائيلى عميحاى إلياهو لضرب غزة بالسلاح النووى، ووزير خارجيتها الجديد بوزارة الاحتلال يسرائيل كاتس، حيث دوّن عبر حسابه على منصة «إكس»: «أأمر جميع السكان المدنيين فى غزة بالمغادرة على الفور، سنفوز لأنه لن تصلهم قطرة ماء ولا بطارية واحدة حتى يرحلوا عن العالم»، أما عميحاى إلياهو، وزير التراث، كتب على صفحته الرسمية بـ«فيس بوك»: «شمال قطاع غزة أجمل من أى وقت مضى، حيث إن تفجيره وتسوية كل شىء بالأرض، مجرد متعة للعين، يجب أن نتحدث عنه باليوم التالى».
ومع هذه التصريحات التى تدين دولة الاحتلال تظل الأدلة الأقوى هى الأحداث الدموية التى جرى تسجيلها بالصوت والصورة لجرائم ارتكبت فى حق الشعب الفلسطينى، حسب ما ذكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، لافتاً إلى أن قرار محكمة العدل الدولية غير ملزم، لكنه سيحرج الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية، كما أن إدانة الكيان الصهيونى ستمثل ضغطاً عليه لوقف الحرب المسعورة.
من المتوقع أن يضم دفاع دولة الاحتلال مذكرة تسرد فيها إسرائيل روايتها عن أحداث 7 أكتوبر، لكن يظل ما ارتكبته من جرائم يفوق أى تبريرات انتقامية، من إبادة جماعية وعقاب جماعى واستخدام أسلحة محرمة دولياً، جنباً إلى جنب مع استهداف المساعدات الإنسانية والتجويع والتعطيش وتعطيل المستشفيات، لذا من المتوقع أن تدين المحكمة جرائم الحرب الإسرائيلية وتدعو لوقف فورى لإطلاق النار، وفقاً لـ«الرقب».
وتحظى إسرائيل بدعم معنوى وغير مشروط من الولايات المتحدة الأمريكية التى تغض الطرف عن أخطاء احتلال «هو الأطول فى العصر الحديث من قبل سلطة احتلال واحدة»، والتى ارتقت منذ يومها الأول إلى جرائم حرب وإبادة جماعية، بداية من مذبحة دير ياسين 1948، فى حق الشعب الأعزل صاحب الأرض، وحتى حرب غزة الأخيرة.