شجع «مصر»..!
أيام قليلة وتنطلق بطولة الأمم الأفريقية بدولة كوت ديفوار.. تلك البطولة المحببة للمنتخب المصرى والتى نجح فى اقتناصها سبع مرات كأكثر المنتخبات الأفريقية حصولاً عليها.. فضلاً عن تلك المرات التى وصل فيها للمباراة النهائية ولم يحالفه الحظ فى الفوز..!
كل من يهتم بكرة القدم ينتظر تلك البطولة بشكل خاص.. الجميع يعرفون أن مستوى المنافسة هذه المرة سيختلف كثيراً.. فالمنتخبات الأفريقية باتت تعج بالمحترفين فى دوريات عريقة وقوية.. والكرة الأفريقية لم تعد تلك التى اعتدناها فى العقود السابقة..!
نمتلك منتخباً قوياً.. لا أشك فى ذلك لحظة واحدة.. لدينا محمد صلاح أفضل جناح أيمن فى العالم كله بشهادة منافسيه أنفسهم.. وبجواره يلعب الكثير من اللاعبين الذين لا يقل مستواهم عن مستوى التصنيف الأول فى أفضل الدول التى تشتهر بهذه اللعبة الشعبية..! كل ما سبق يجعلنا - نحن الذين نعشق اللعبة - ننتظر الأيام المقبلة بفارغ الصبر.. نريد أن نشاهد هذه المنافسات التى ستسفر حتماً عن مباريات فى غاية القوة والإثارة.. أتابع كل البرامج الرياضية فى معظم القنوات لأتابع التحليلات المنتظرة عن الفرق المشاركة وفرص كل فريق فى الصعود للأدوار النهائية.. كما أتابع أخبار المنتخب القومى متمنياً الصعود على منصة التتويج هذه المرة بعدما خذلنا الحظ فى الكاميرون منذ عامين..!
الطريف أننى لا أجد ما أبحث عنه فى أى قناة أو برنامج يهتم بالرياضة.. لا أحد يتحدث عن فنيات البطولة وكأنها سر حربى لا يجوز إفشاؤه.. لا حديث فى كل البرامج إلا بالتأكيد أننا نشجع -كمصريين- المنتخب المصرى!! العبارة نفسها لا أجد لها محلاً من الإعراب ولا أفهمها أو أفهم مغزاها أو التأكيد عليها فى مستهل كل حديث..!! الأمر أقرب إلى ذلك «الإفيه» الذى أطلقه الفنان محمد شرف فى فيلم «ظرف طارق» للنجم أحمد حلمى «واحد مصرى هيشجع مين.. نيجيريا طبعاً»!!
من الذى بث هذا الشك فى نفوس البعض؟! من الذى ادّعى أن مصرياً يمكنه أن يتوقف عن تشجيع منتخب بلاده فى أى لعبة رياضية؟.. حتى ولو لم نكن الأفضل فيها أو لا نُصنَّف ضمن المجيدين لها؟!
فى الحقيقة لا أجد سبباً للتأكيد على هذه النقطة سوى تلك الدعوات التى ألاحظها على تطبيقات التواصل الاجتماعى.. والتى يبثها البعض من الذين لفظهم الوطن عبر السنوات السابقة بعد أن هان عليهم وامتهنوا قدسية الفكرة الوطنية ذاتها.. هؤلاء هم من يصنعون الكثير من الضوضاء بلا داعٍ.. حتى يتخيل البعض أن الأمر أصبح منتشراً، بينما لا يمارسه فى الواقع سوى قلة قليلة لا يمكن وصفهم سوى بذلك الوصف الذى أبدع فيه الرئيس منذ سنوات عديدة «أهل الشر»!!
إن ممارسة الرياضة ومتابعتها وتشجيعها هى إحدى أهم وسائل تزكية الانتماء فى العالم كله.. وكانت وما زالت إحدى أهم السبل لتنمية الروح الوطنية والشعور بالعزة والفخر بالأوطان.. ما زلت أذكر ذلك الشعور بالفخر والاعتزاز والالتفاف حول العَلَم الذى انتاب الجميع فى بطولة ٢٠٠٦ التى فزنا بها هنا على أرض مصر.. لقد كانت حالة جميلة من الوطنية والانتماء.. تكللت بالفوز فى النهاية..!
منذ أيام قليلة زار الرئيس معسكر المنتخب الوطنى وحثهم على تقديم كل ما لديهم لرفع علم الوطن عالياً.. أثق أن هذه الزيارة كان لها مفعول السحر بين اللاعبين.. وأنهم سيقدمون أقصى ما يملكون من أجل الفوز.. ومن أجل أن تقف «مصر» على منصة التتويج..!
لم نتوقف يوماً عن تشجيع المنتخب الوطنى ولن نفعل أبداً.. وسنقف خلف كل من يلعب باسم هذا الوطن حتى ولو لم يفز.. ولن يخدعنا أحدهم بادعاء الحياد الزائف أو بتقديم الانتماء لنادٍ أو كيان على الانتماء للوطن.. سنظل نهتف باسمه ما حيينا وفى كل مكان.. او هكذا أؤمن..!