الأميرة رشا يسري تكتب: مخطط التهجير المرفوض

عام جديد يطل علينا مصحوباً بالعدوان الغاشم على غزة ومشاريع التهجير التى لا تنتهى وفتح جبهات جديدة أمام إسرائيل. إن فرص الحلول السلمية باتت متضائلة أمام استمرار العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية واستمرار قادة إسرائيل فى التصريحات التى تؤكد رغبتهم فى تهجير الشعب الفلسطينى خارج أراضيه بما يخالف القوانين الدولية.

تصريحات الوزيرين إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومى، وسموتريتش، وزير المالية، المثيرة للجدل التى تزيد من اشتعال المواقف أثارت حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية وجعلتها تصرح علناً برفضها، فقد صرح الوزيران بـ«هجرة» الفلسطينيين من قطاع غزة، وإعادة بناء مستوطنات على هذه الأراضى الفلسطينية.

ومن ثم طالعنا الوزير بن جفير المتشدد دينياً وغرد على «إكس»، تويتر سابقاً: «إنه يقدر الولايات المتحدة الأمريكية بشدة، ولكن إسرائيل ليست نجمة فى العلم الأمريكى»، فى إشارة منه لعدم الحتمية فى التبعية، تصريحات كتلك تخرج فقط حينما يكون الأمر لا يسير وفق الرغبات الإسرائيلية، كما أنها ليست المرة الأولى، فقد انتقد إعلاميون إسرائيليون تصريحات الرئيس الأمريكى جو بايدن بأنه يتعين على «نتنياهو» أن يغير حكومته المتشددة.

لا شك أن المسئولين الإسرائيليين المتشددين كانوا سبباً مباشراً فى تأجُّج المشاعر العربية بدءاً من انتهاكاتهم للمقدسات وتصريحاتهم بضرورة العمل على تحقيق حلم إسرائيل فى المنطقة وتوسعاتها الاستيطانية وانتهاءً بتدمير أى فرص للحلول السلمية وعرقلة أى محاولات للوصول لإيقاف الحرب والعمل على إنفاذ حل الدولتين الذى بالحتمية سيضع حلاً جذرياً للاقتتال.

إن تصريحات الوزيرين لاقت انتقادات دولية، كما لاقت انتقادات داخلية، فقد هاجم وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلى ميكى زوهار، المنتمى لحزب الليكود، تصريحات زميليه فى الحكومة بن جفير وبتسلئيل سموتريتش، التى يدعوان فيها بشكل علنى إلى هجرة الفلسطينيين من قطاع غزة، وإعادة بناء مستوطنات على هذه الأراضى الفلسطينية، وقال فى حديث أدلى به لصحيفة يديعوت أحرونوت: «إن فكرة التهجير غير واقعية، كما أنه من الواضح أن المجتمع الدولى لن يقبلها، وحتى لو كان هناك اعتقاد أو هدف كهذا، فمن الممكن مناقشة الفكرة خلف الأبواب المغلقة».

إن الرئيس السيسى قد رفض منذ بدء الأزمة فكرة ومساعى التهجير للشعب الفلسطينى وتصدت الدولة المصرية لها بحزم، فقد صرح الرئيس السيسى فى أكثر من مناسبة بشكل واضح وجلى رفض بلاده تهجير الشعب الفلسطينى لسيناء وتدمير القضية الفلسطينية، كما جدد الرفض القاطع لأية محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وذلك أثناء استقباله الوفد الأمريكى من مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطى السيناتور «كريستوفر فان هولين» والسيناتور «جيفرى ميركلى» فقد أشاد الجانب الأمريكى بالدور التاريخى الذى تقوم به مصر فى هذا الخصوص، وبمساعيها الدؤوبة الراهنة كقوة تعمل من أجل السلام والاستقرار والتنمية.

إن الدولة المصرية لم ولن تدخر جهداً للعمل على إيجاد الفرص والحلول للقضية الفلسطينية.