محمد رمضان يكتب: ما علاج إسرائيل؟

كتب: محمد رمضان

محمد رمضان يكتب: ما علاج إسرائيل؟

محمد رمضان يكتب: ما علاج إسرائيل؟

لقد أصبح الاحتلال الإسرائيلى -وبحق- مثل السرطان الذى ينهش فى جسد الأمة الفلسطينية والعربية أجمع، يقتل الأنفس التى حرمها الله إلا بالحق.. يسفك دماء الأطفال والنساء، يهدم البيوت والمستشفيات والمدارس ودور العبادة ويسرق الأرض والتاريخ، وفوق كل هذا وعلى طريقة «ضربنى وبكى.. سبقنى واشتكى»، يكذب الاحتلال ويدَّعى أنه يدافع عن «أرضه وشعبه»، أى أرض وأى شعب؟، إن الأرض عربية وستبقى، والإسرائيليون محتلون ومحتالون وسيبقون كذلك.

وفوق كل هذا وكما هى عادته دائماً، ينقض الاحتلال كل هدنة وكل تهدئة تبذلها مصر وبعض الأشقاء العرب من أجل حقن دماء الفلسطينيين الغالية، وهنا يأتى سؤال مهم: هل شنت الفصائل الفلسطينية عملية «طوفان الأقصى» فى 7 أكتوبر ظلماً وعدواناً؟ الإجابة ببساطة «لا»، بل شنتها دفاعاً عن الشعب الفلسطينى الذى يتعرض للتهجير والقتل وأبشع أشكال العنصرية المتبجحة، ونصرةً للمسجد الأقصى الذى يتعرض هو ورواده للتدنيس والاعتداء والاقتحام بشكل يومى.

إن الإسرائيليين دائماً يُظهرون وجههم القبيح، وكلنا طالعنا تصريح نتنياهو بأنه فخور بمنعه قيام دولة فلسطينية لأن هذا فى وجهة نظره المحتلة والمختلة «يشكل خطراً على إسرائيل»، لأن دولة فلسطينية يعنى تأسيس جيش فلسطينى وشرطة فلسطينية ومخابرات وأجهزة أمن فلسطينية، وهو ما سيزيد من معاناة إسرائيل التى تعانى بالفعل بسبب استبسال وشجاعة وضراوة الفصائل الفلسطينية، التى رغم إمكانياتها العسكرية البسيطة بالمقارنة بإمكانيات إسرائيل المزودة بأحدث أسلحة واشنطن وأوروبا، إلا أن الفصائل بمثابة كابوس مرعب يقض مضاجع الإسرائيليين، فما بالكم بدولة فلسطينية؟.. هذه الخطوة للأسف يقف الاحتلال الإسرائيلى سداً منيعاً أمام تحقيقها، رغم أنها خطوة مشروعة ومستحقة للشعب الفلسطينى.

إن هذا الاستبسال والصمود والإصرار على مقاومة الاحتلال الإسرائيلى المتجبر، لهو العلاج الوحيد لهذا المرض الذى يسمى «إسرائيل»، هذا الاسم الذى كان لنبى كريم حوَّله هؤلاء المحتلون إلى عنوان كيان لئيم يواصل الإجرام ليلاً ونهاراً.

إن «السهم الأحمر» فى مقاطع فيديو الفصائل الفلسطينية التى تظهر استهداف واصطياد مركبات وأفراد جيش الاحتلال الإسرائيلى، أصبح ينزل على قلوب مشاهديه برداً وسلاماً، لأن فى هذا قصاصاً لدماء الشهداء الفلسطينيين الذين تجاوزوا الـ18 ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء، وهنا يأتى سؤال آخر: هل كل هؤلاء الـ18 ألفاً بمَن فيهم من الأطفال والنساء ينتمون إلى الفصائل الفلسطينية التى تدَّعى إسرائيل زوراً وبهتاناً أنها تستهدفها؟ ألم أقل لكم فى بداية هذه السطور إن الإسرائيليين محتلون ومحتالون؟

إن الشعوب العربية والشعوب الحرة الرافضة لإجرام الإسرائيليين تحاول -قدر ما استطاعت- نصرة القضية الفلسطينية ولو بكلمة ولو بموقف بسيط ولو بمقاطعة منتج يدعم الكيان المحتل المختل، ولقد رأينا مدى تأثير هذا الصمود على الاحتلال الذى أصبح يترنح ويتساقط، وأظن نهايته قريبة بإذن الله.

 


مواضيع متعلقة