أستاذ «انتشار الأوبئة»: توقعات بتفشي الطاعون والملاريا مع زيادة حرارة الأرض

كتب: هاجر عمر

أستاذ «انتشار الأوبئة»: توقعات بتفشي الطاعون والملاريا مع زيادة حرارة الأرض

أستاذ «انتشار الأوبئة»: توقعات بتفشي الطاعون والملاريا مع زيادة حرارة الأرض

أكد الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، أن هناك توقّعات بتفشى الطاعون بنسبة 55% والملاريا 33% مع زيادة حرارة الأرض درجة واحدة، مشيراً إلى أن العالم على موعد مع وباء بسبب التغيرات المناخية.. واختلاط الإنسان مع الحيوانات وراء ظهور أمراض جديدة.

وأضاف، فى حوار لـ«الوطن»، أن «فاتورة» خسائر مرض السكرى فى مصر سنوياً تصل إلى 24 مليار جنيه، وأن فيروس «كورونا» كلّف الاقتصاد العالمى 2.96 تريليون دولار، مشيراً إلى أن هناك تخوّفات عالمية من تأثير التكنولوجيا على سرعة انتشار الأوبئة، بسبب مشكلات بيولوجية فى المعامل ينتج عنها تسرّب وظهور فيروسات مخلّقة.. وإلى نص الحوار:

24 مليار جنيه سنوياً «فاتورة» خسائر مرض السكر.. و25 ملياراً و250 مليون جنيه تكلفة بروتوكول العلاج بأدوية «كوفيد 19» فى مصر

كيف تتابع الانتشار المكثّف للأوبئة خلال الفترة الماضية؟

- الأوبئة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن والسلم والاقتصاد العالمى وحركة التجارة والسياسة، كما أن جائحة «كوفيد-19» استرعت انتباه العالم، لأنها كانت جائحة عالمية لأول مرة منذ عقود طويلة، حيث إن العالم كان قد اعتاد على أن الأوبئة تظهر كل 100 عام. والأوبئة ستبدأ بالظهور فى فترات متقاربة جداً مقارنة بالسابق، وتوقيت الوباء القادم يتوقع أن يكون أقرب مما يتصور العالم، نتيجة زيادة حركة السفر العالمى وتزايد الاختلاط العالمى بالمطارات والفعاليات التى تضم جنسيات مختلفة، حيث إن الاختلاط بين البشر هو العامل الأساسى فى تزايد سرعة وتيرة انتشار الأوبئة.

وماذا عن الأعباء العالمية للأوبئة؟

- كل فيروس أو مرض له عبء اقتصادى وسياسى، وأصبحت الأوبئة إحدى الانتكاسات الاقتصادية الرئيسية فى العالم الجديد، بما فيها الأمراض المزمنة التى لا تمثل أوبئة، مثل مرض السكرى الذى يكبّد مصر خسائر 24 مليار جنيه كل عام، وتكبّد الاقتصاد العالمى خسائر نتيجة انتشار فيروس كورونا نحو 2.96 تريليون دولار أمريكى عام 2020، كما أن تكلفة اللقاحات لحماية المصريين من فيروس كورونا بلغت أكثر من مليار و800 مليون دولار، وتم إعطاء 90.374.411 جرعة لقاح حتى 30 يونيو 2022، وقدّرت التكلفة الإجمالية لإدارة «كوفيد-19» فى مصر بمبلغ 33٫825٫160٫968 جنيهاً، وبلغت التكلفة الطبية المباشرة لبروتوكول العلاج بالأدوية فقط 25 ملياراً و250 مليون جنيه.

هل يشهد العالم حالياً أنواعاً مختلفة من الفيروسات؟

- هذا صحيح، والاختلاط المباشر بين الإنسان والحيوان، سبب ظهور أمراض جديدة، فالكثير من الأوبئة والجوائح والفيروسات الأكثر تدميراً فى تاريخ البشرية نشأت فى الحيوانات وتطورت لتصيب البشر، منها سارس وميرس و«كوفيد-19» وإنفلونزا الخنازير وإنفلونزا الطيور، حسب أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، وهناك خطورة تعامل البشر مع الحيوانات البرية بصفة خاصة لقدرتها على نقل أمراض مجهولة، وهو ما دفع الكثير من السياسيين إلى وضع قوانين تجرم صيد واقتناء الحيوانات البرية، خوفاً من انتشار الأوبئة.

وماذا عن التغيّرات المناخية؟

- العالم على موعد مع وباء جديد بسبب التغيرات المناخية، فالتغيّرات المناخية التى يشهدها العالم خلال الآونة الأخيرة ستؤدى إلى ظهور الأوبئة بوتيرة سريعة، مقارنة بالعقود السابقة، ومن المتوقع أن يتفشّى الطاعون مع زيادة درجة حرارة الأرض درجة واحدة بنسبة 55%، وتفشى الملاريا بنسبة 33%، كما أن هجرة الناموس بسبب ارتفاع درجات الحرارة تُعد المسئول الأول عن انتشار حمى الضنك بمناطق لم تظهر بها من قبل وأسهمت فى انتشار الملاريا بمناطق جديدة، كما أن تغيّر درجة حرارة المحيطات من المتوقع أن ينتج عنه ظهور أوبئة، نتيجة تأثير تغير درجة الحرارة على الكائنات البحرية، ويُعد توافد الحيوانات إلى المناطق السكنية بدول آسيوية مثل الهند نتيجة الجفاف والتصحّر وإزالة الغابات، سبباً آخر لتأثير التغيّرات المناخية على ظهور الأوبئة، نتيجة احتكاك الحيوانات البرية بالبشر بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

هناك تخوّفات من تأثير التكنولوجيا على سرعة وتيرة الأوبئة؟

- صحيح، فهناك تخوّفات عالمية من تأثير التكنولوجيا على سرعة وتيرة انتشار الأوبئة بالفترة القادمة نتيجة وجود بعض مشكلات بيولوجية بالمعامل التى تقوم بدراسة الفيروسات والبكتيريا قد ينتج عنها تسرّب بأى معمل وظهور فيروسات مخلّقة جديدة.

«كورونا» كلّف العالم 2.96 تريليون دولار.. وتخوّفات من تأثير التكنولوجيا على سرعة انتشار الأوبئة بسبب مشكلات بيولوجية فى معامل الفيروسات المخلّقة

«كورونا» والرعاية الصحية فى مصر

فرض الفيروس عبئاً كبيراً على نظام الرعاية الصحية فى مصر، وهذه التكاليف تمثل فقط الحالات المسجّلة رسمياً، ومن المتوقع أن تكون التكاليف الحقيقية للإدارة أعلى بكثير إذا تم احتساب الحالات التى تم تسجيلها خارج نظام وزارة الصحة، سواء بسبب العلاج الذاتى أو تلقى العلاج فى مستشفيات أخرى غير مستشفيات وزارة الصحة والسكان. وبلغت التكلفة الطبية المباشرة لبروتوكول العلاج من خلال الأدوية فقط 25٫247٫679٫122 جنيهاً مصرياً لجميع الحالات المرضية، وبلغت التكاليف غير المباشرة 5٫087٫499٫542 جنيهاً مصرياً، حيث بلغت نسبة (38%) نتيجة الغياب عن العمل و(62%) نتيجة الوفاة المبكرة، ويشمل جانب الوقاية تكلفة قدرها 15٫714٫022٫424 جنيهاً مصرياً لشراء اللقاحات وتخزينها وسلسلة التوريد والإدارة.


مواضيع متعلقة