العالم يتأهب.. «أوبئة» مسجلة على رادار «الصحة العالمية» بعلم الوصول

العالم يتأهب.. «أوبئة» مسجلة على رادار «الصحة العالمية» بعلم الوصول
احتفل العالم، منذ أسابيع، باليوم الدولى للتأهب لمواجهة الأوبئة التى تودى بحياة عدد كبير من الأشخاص وتسبب أزمات كبيرة تستغرق أوقاتاً طويلة لتجاوزها، ويتعين على العديد من الدول أن تتحرك بسرعة وبشكل استراتيجى لسد كل الثغرات فى آلية مكافحة الأمراض المعدية، بعد انتشار عدد من الأوبئة والأمراض المعدية فى دول العالم، لأن الأوبئة التى كانت تصيب البشر كل 100 عام أو يزيد استوطنت الأرض على مدار ربع قرن بداية من إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير مروراً بجائحة كورونا وانتهاء بمتحورات كورونا وجدرى القرود.
فى عام 1997 أُعلن عن أول إصابة بشريةبـ(H5N1 A) من فيروس الإنفلونزا أثناء انتشاره بين الدواجن فى هونغ كونغ، وخلال 6 سنوات أصيب به المواطنون فى آسيا وأوروبا وأفريقيا والأمريكتين، ونتج عنه إصابة ملايين الدواجن، وعدة مئات من المواطنين بكل دول العالم، وتسجيل أعداد من الوفيات بها.
وفاة 650 ألف مصاب بالإنفلونزا الموسمية سنوياً
السلالات المختلفة من الفيروسات داخل أجهزة الطيور التنفسية أو المعوية، زادت من مخاوف خبراء الصحة بأن تستمر الطيور فى إصدار نسخ جديدة من الإنفلونزا تهدد البشرية بجوائح فى المستقبل، مؤكدين صعوبة التنبؤ بوقتها ومكانها وطريقة انتشارها حيث يشهد العالم سنوياً مليار مصاب بالإنفلونزا الموسمية، يتوفى منهم 650 ألفاً، وترجع آخر جائحة للإنفلونزا إلى الفترة من يناير 2009 حتى 10 أغسطس 2010، لنشأة سلالة جديدة H1N1 وهى نوع فرعى من الإنفلونزا A.
خبراء الصحة: السلالات المختلفة من الفيروسات داخل أجهزة الطيور التنفسية أو المعوية زادت من مخاوف استمرار إصدار نسخ جديدة من الإنفلونزا تهدد البشرية بجوائح فى المستقبل
لم يكن العالم تعافى من وباء إنفلونزا الطيور حتى انتشرت الإصابة بإنفلونزا H1N1 (إنفلونزا الخنازير) بالمكسيك، ومنها انتقلت إلى دول العالم، لتعلن منظمة الصحة العالمية فى عام 2009 أن إنفلونزا H1N1 أصبحت وباء، بعدما تسبب فى إصابة مئات الألوف من البشر وقدرت الوفيات فى هذا العام بـ284٫400 حالة وفاة.
وظهرت حالات الإصابة بالكوليرا فى اليمن أكتوبر 2016، وفى 22 ديسمبر 2017، وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن عدد حالات الكوليرا المشتبه بها فى اليمن تجاوز المليون حالة وصنفت كوباء بعد تسجيل أكثر من 2000 حالة وفاة، بحلول نوفمبر 2021 وصلت إلى 4000 حالة وفاة، و2.5 مليون حالة إصابة، وأكدت منظمة الصحة العالمية أن عدم توفير مياه نظيفة وشبكات للصرف الصحى نتيجة الصراع الموجود باليمن وراء تفشى الوباء.
لم ينتظر العالم كثيراً قبل أن يتم الإعلان عن الوباء الأكثر شراسة فى التاريخ الحديث «كوفيد 19»، بعد الإعلان عن ظهوره لأول مرة فى مدينة ووهان الصينية فى أوائل ديسمبر عام 2019، وأعلنت منظمة الصحة العالمية رسمياً فى 30 يناير 2020 أن تفشى الفيروس يشكل حالة طوارئ صحية عامة تبعث على القلق الدولى.
6.96 مليون من أصل 700 مليون إصابة مؤكدة بـ«كوفيد 19»
وأكدت المنظمة تحول الفيروس إلى جائحة يوم 11 مارس 2020، وتسبب فى وفاة 6.96 مليون شخص من بين 700.3 مليون حالة إصابة مؤكدة فى 229 دولة وإقليماً حتى 22 يناير 2023.
ومع أواخر عام 2020 بدأ ظهور متحورات كورونا بعد حدوث تغيرات فى خصائص الفيروس، لتمثل خطراً متزايداً على الصحة العامة العالمية، وهو ما دفع المنظمة إلى تصنيف بعضها على أنها متحورات مثيرة للاهتمام ومتحورات مثيرة للقلق ومتحورات تحت المراقبة لكى تحدد أولوية الرصد والبحث على الصعيد العالمى، وتوجه دفة الاستجابة لجائحة كوفيد 19 وتعدل مسارها، واعتباراً من مايو 2021 بدأت المنظمة فى إعطاء المتحورات الرئيسية تسميات بسيطة وسهلة النطق، منها XBB أغسطس 2022، XBB. 1.5 بأكتوبر 2022، وXBB. 1.9.1، XBB. 1.9.2وXBB. 2.3 ديسمبر 2022، XBB. 1.16 وDV. 7 يناير 2023، EG. 5 فبراير 2023، BA. 2.86 يوليو 2023، GN 1 ديسمبر 2023.
جدرى القرود
ومع استمرار تبعات جائحة «كورونا» وظهور متحورات جديد من عائلة أوميكرون تم الإعلان عن ظهور جدرى القرود فى مايو 2022 فجأة وانتشر سريعاً فى جميع أنحاء أوروبا والأمريكتين ومنها لبقية دول العالم، وبنهاية عام 2022، وبداية 2023 حدث تفشٍّ عالمى لمرض جدرى القرود بسبب سلالة تعرف باسم الفرع الحيوى الثانى (ب)، لتتجاوز حالات الإصابة 87 ألف حالة إصابة و112 حالة وفاة فى 110 دول.