إسرائيل.. فشل في الداخل وأكاذيب في الخارج
- البحث العلمي
- البحوث الزراعية
- المراكز البحثية
- المرشدين الزراعيين
- بحوث الصحراء
- محطة بحثية
- جنوب سيناء
- البحث العلمي
- البحوث الزراعية
- المراكز البحثية
- المرشدين الزراعيين
- بحوث الصحراء
- محطة بحثية
- جنوب سيناء
لا يُخفى على أحد حالة الفشل متعددة الأبعاد التي تعيشها إسرائيل. فشل معلوماتي، فشل استخباراتي، فشل عسكري، فشل سياسي. منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى اليوم بدت إسرائيل كأنها آلة مدججة بالسلاح، لكن بلا أي عقل.
بمرور الوقت تعرّت إسرائيل تمامًا رغم القصف الوحشي غير المبرر، انكشفت أمام الرأي العام العالمي، بل أمام حلفائها، بل أمام نفسها، حيث تمر حاليًا بغليان داخلي غير مسبوق، وباتت الإدارة الإسرائيلية بقيادة نيتنياهو في مهب الريح. يعلم نيتنياهو ويعلم الجميع أن رحيله مسألة وقت.
أمام كل ذلك، لجأت إسرائيل إلى البحث عن "شماعة" لتبرير فشلها الذريع الذي طال كل دوائر صنع القرار فيها. مع فشل أدواتها السياسية والعسكرية والاستخباراتية أدارت إسرائيل آلة صناعة الأكاذيب والشائعات التي التي تجيدها، وربما لا تجيد غيرها.
روجت كذبة وراء كذبة، وشائعة وراء شائعة، كان آخرها مزاعم مرور أسلحة من سيناء إلى غزة عبر الأنفاق!ألمح نتنياهو، الذي يستحق أن ينال جائزة أفشل رئيس وزراء في العالم خلال العام المنصرم 2023، إلى هذه الشائعة عندما صرح في مؤتمر صحفي أواخر ديسمبر الماضي، بأنه "يتعيّن على إسرائيل أن تسيطر بشكل كامل على محور فيلادلفيا –الذي يمتد بطول 14 كيلومترًا على الحدود بين مصر وفلسطين من البحر المتوسط شمالاً إلى معبر كرم أبوسالم جنوبًا - لضمان نزع السلاح في المنطقة"، بحسب زعمه.
لم تمر أيام قليلة حتى دأبت وسائل إعلام إسرائيلية على النفخ في هذه الكذبة حتى تكبر وتتحول إلى حقيقة راسخة تعلق إسرائيل عليها كل فشلها خلال الأشهر الماضية، وتبرر أوجه القصور التي طالت مؤسساتها وأجهزتها، وتنقل دائرة الصراع إلى نقطة أخرى تهدد الأمن والسلم ليس بين مصر وإسرائيل فحسب، ولكن في منطقة الشرق الأوسط كله.تعلم إسرائيل جيدًا أنها تكذب، وتعلم أن العالم يعلم أنها تكذب، لكنها تحاول أن تنكر الشيء بالشيء، هذه واحدة من قواعد علم النفس في فهم سلوك الشخص المضطرب، أو الدولة المضطربة.
عندما تهرب من شيء، فتحاول أن تفتعل شيء آخر في مكانٍ آخر، لإخفاء خطأ أو فشل أو نقاط ضعف، رغم أنها تزداد كل يوم.لقد قطعت مصر على نفسها -انطلاقًا من قرارها الوطني وإرادتها الساسية المستقلة- أن تخوض حربًا على الإرهاب خلال السنوات الماضية لتطهير أرض سيناء تمامًا، وتحصينها من الجماعات الإرهابية والمتطرفة.
خاضت مصر هذه الحرب بنفسها ولنفسها دون وصاية من أحد ولا مساعدة من أحد ولا إرضاء لأحد.
نجحت مصر في حربها التي بدأتها منذ 2014 بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسي في القضاء على الإرهاب بعد أن بذلت جهودًا لا تتحملها دول أخرى، ولا تستطيع الوفاء بها جيوش أخرى. تعلم إسرائيل ذلك، وتعلم شقيقتها الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية.
لم تعد هناك جماعات إرهابية في سيناء، ولم تعد هناك أنفاق غير معلومة لنقل السلاح، كما أن الدولة المصرية التي وصفها رئيسها ذات يوم بأنها - دولة شريفة في زمن عز فيه الشرف – لا يمكن أن تكون طرفًا في صفقات تحت الأرض.
بل أنها قادرة على أن تفعل ما تريد كيفما تريد من فوق الأرض وأمام مرأى ومسمع من الجميع، لأن لديها من القوة التي تمكنها من فعل ذلك، ولكنها قوة رشيدة، لا تنقصها حكمة ولا تحركها استفزازات الصغار.