بحيرة قارون والإنجاز المهم!

أحمد رفعت

أحمد رفعت

كاتب صحفي

خبر صغير فى «الوطن» وفى معظم صحف الثلاثاء عن عودة الحياة مجدّداً إلى بحيرة قارون بما فيها البُعد السياحى من رحلات بحرية بها وما حولها من رحلات سفارى فى رمال الفيوم الجميلة.

الخبر أعادنا عاماً إلى الوراء عندما تناولنا فى سلسلة طويلة كثيراً من الملفات المصرية المهمة، كان على رأسها وقتها «المشروع القومى لتطهير البحيرات»، وكانت بحيرة قارون على رأس هذه البحيرات، نظراً للأبعاد المركبة لها.. تاريخياً وسياحياً وبيئياً، ودورها فى توفير فرص عمل بالصيد لآلاف الصيادين، فضلاً عن توفيرها أنواعاً مهمة من الأسماك غابت عندما ضربها الإهمال!

اليوم نتذكر حلقاتنا وتناولها للجريمة الكبرى، التى وصفناها بأنها ستبقى شاهدة على إهمال لا مثيل له جرى فى أكثر من ربع القرن، فهو ما حدث فى بحيرة قارون.. تحت سمع وبصر الأجهزة المختصة، بل ومن متنفذين كبار رغم الأهمية المركبة للبحيرة، حتى إنها وبعد أن كانت مصدراً لأفخر أنواع الأسماك، منها البلطى والبورى والقاروص والجمبرى والدنيس، وبعد أن كانت مصدراً للنسيم العليل ومقصداً للراحة وللاستجمام! صارت مصدراً للأوبئة والمشكلات والأمراض بكل أسى.. حتى انتهت الحياة منها تماماً تقريباً بعد اختلاط الصرف الصحى بمياه البحيرة وعوامل بيئية أخرى، مما جعل إعادتها إلى مكانتها تحتاج -كما قلنا وقتها- إلى ما يقرب من ١٥ ملياراً من الجنيهات!

لكن عملية إعادة بحيرة قارون إلى الحياة بمساحتها الشاسعة التى تزيد على ٥٣ ألف فدان تحتاج إلى كتاب كامل مستقل، نظراً لحجم المشروعات الحالية وتنوعها، بما فيها ملاحات ملح الطعام.

إن يد تطهير هذه الثروات بدأت تجرى بطول النهر من أسوان لمصبه على البحر المتوسط بإزالات بلغت عشرات الألوف.. وامتد البصر إلى بحيرات مصر الـ١٤ التى هى «مريوط - إدكو - البرلس - المنزلة - البردويل - سيوة - البحيرات المرة - نبع الحمراء - بحيرة التمساح - بحيرة بورفؤاد - بحيرة قارون - بحيرة ناصر - بحيرات توشكى - بحيرة الريان» وربما الكثيرون لا يعرفون مجمل أسماء بحيرات وطنهم.

إن إشارة البدء انطلقت فى مايو ٢٠١٧ بإطلاق المشروع القومى لتطوير وتطهير البحيرات الطبيعية بتكلفة بلغت ١٠٠ مليار جنيه ولن يتوقف.. ويدور بكامل طاقته.. ولن ينتهى إلا باستعادة ثروت المصريين وممتلكاتهم فى كل مكان وكل اتجاه وأولها وفى مقدمتها بحيرات مصر!