"دير ياسين".. أولى المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين

"دير ياسين".. أولى المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين
كانت القرية على بعد 7 كيلومترات من الأراضي المقدسة بمدينة القدس المحتلة، ويسكنها 450 نسمة، أطفال وشيوخ ونساء ورجال، يعيشون كغيرهم في أي قرية فلسطينية، قبل أن تدخل العصابات الصهيونية بمدرعاتها العسكرية العالية، قاصدة الفلسطينيين العُزَّل لم يفرقوا وقتها بين الصغار والكبار، بل وسعوا أيضًا إلى بقر بطون الحوامل ممثلين بالجثث، قبل أن يتركوا منفذًا واحدًا من جهة الغرب لتكون منفسًا وشاهدًا مرهبًا لمن يقف أمام "الصهاينة" في القرى المجاورة، إنها مجزرة "دير ياسين" 9 أبريل عام 1948.
"قلة العتاد أدت إلى تحويلها من معركة يحاول أصحاب الأرض الدفاع عنها إلى مجزرة في حق مدنيين عزَّل"، هكذا وصف أحد الناجين من المعركة، والذي رأى المجزرة بعينيه، عندما قُتلت أسرة بالكامل أمامه، صغارًا وكبارًا، حيث كانت العصابات تقتل فردًا فردًا من العائلة بعد السيطرة على المنزل.
"مناحم بيجن"، و"إسحاق شامير"، اثنان من رؤساء وزراء إسرائيل السابقين، قادوا مجزرة دير ياسين قبل 67 عامًا، والذين كانت قيادتهم لتلك العملية علامة جيدة في الـCV، ليتقلدوا المنصب الأول في الكيان الصهيوني.
"إن نارهم كانت حامية وقاتلة واضطر اليهود أن يحاربوا العرب من شارع إلى شارع ومن دار إلى دار"، هكذا وصف بيجن مطاردة العصابات الصهيونية المواطنين، بيت بيت، شارع شارع، في أولى المجازر الصهيونية التي ارتكبتها العصابات التي كوَّنت جيش الاحتلال الإسرائيلي.
كانت المذبحة الأولى من عصابات الاحتلال الإسرائيلي، ولكنها لم تكن الأخيرة، حيث مارس الجيش الذي تكون من تلك العصابات هوايته في الكثير من حروبه مع العرب، حيث الهجوم على مدرسة "بحر البقر" واستشهاد 30 طفلًا، فضلًا عن إصابة 50، والحروب على غزة، السنوات الأخيرة، الرصاص المصبوب عام 2008، وعامود السحاب 2012، والجرف الصامد 2014، والتي استهدف الاحتلال خلالها المدنيين العزَّل غير الحاملين للسلاح، منهم أطفال وشيوخ ونساء.
على أسماء مرتكبي المذبحة أعاد الاحتلال الإسرائيلي بناء المدينة على الأنقاض التي اختلطت بدماء ما يقارب 250 شهيدًا، حيث كانت الشوارع على اسم المشاركين في المجزرة الأولى تجاه الشعب الفلسطيني، وتتضارب أعداد ضحايا دير ياسين، حيث تذكر المصادر الغربية أن الضحايا 107 فقط، في حين أن المصادر العربية تقول إن الضحايا مابين 250 و300 ضحية.