حيل الكسب السريع: اللى أوله "كسل" آخره "مستريح"
![حيل الكسب السريع: اللى أوله](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/336019_Large_20150407091329_15.jpg)
«الرزق يحب الخفية».. «اللى معاه قرش يسوى قرش».. «الفلوس تحيى النفوس»، أمثال شعبية تتخذها قاعدة عريضة من المواطنين منهجاً للحياة، ساخرين من شعارات التفانى فى العمل والرضا بالقليل، فما يشغلهم فقط هو ابتكار حيل مختلفة للثراء السريع، مثل المضاربة فى البورصة دون دراية بآلياتها، تحويل الجنيه لعملات أجنبية لتحقيق هامش ربح غير مضمون، شراء كميات من الذهب على أمل ارتفاع قيمته، بل ومن خلال مسابقات «0900» الوهمية التى ينساق وراءها البسطاء للكسب السريع استناداً أيضاً إلى سياسة «الفهلوة».
قضية «المستريح»، النصاب الذى استولى على مليارات الجنيهات من مواطنين فى مختلف المحافظات، هى نتاج السلوكيات السابق الإشارة إليها، حسب الدكتور سمير مرقس، أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، موضحاً أن ثقافة العمل اختفت من المجتمع المصرى، وحلت محلها ثقافة «الفهلوة» والمقامرة أملاً فى المكسب السريع، دون أن يدروا أن قواعد اللعبة تقوم على المعرفة والخبرة.
«مرقس» يرى أن من يعمل فى مجال المال لا بد أن يكون على دراية بطبيعة هذا المجال، حتى لا تلحق به خسائر كبيرة، فالبورصة على سبيل المثال لها آلياتها ومؤشراتها التى لا يفهمها المصريون، كما أن نشاط تغيير العملات forx متعارف عليه عالمياً، لكن يقوم به خبراء على دراية بحركة العملات ومستقبلها، وبالتالى يحققون مكاسب.
الإعلام له دور فى توعية المواطنين بخطورة تلك الممارسات العشوائية، وترسيخ المعرفة بالمكاسب المشروعة التى يمكن أن يحصلوا عليها، وفقاً لرأى «مرقس»، مؤكداً أن تلك النوعية من الممارسات تضر بالاقتصاد القومى أيضاً، حيث إنها تقلل من دخل الأفراد ومكاسبهم.
«طماع، منقاد يسهل التحكم فيه، وأحياناً إمعة»، هى سمات الضحايا التى تنساق وراء إيحاءات الكسب السريع، وفقاً للمنظور النفسى الذى حدثنا عنه الدكتور يسرى عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة: «على المصريين أن يقطعوا الطريق على بعض النصابين الذين يتحلون بدرجة كبيرة من الدهاء، تجعلهم يطرقون على وتر جهل وتعمية الضحايا، مستغلين أجواء التقلبات السياسية والأوضاع المضطربة التى مر بها الوطن الفترة الماضية». ويتفق «عبدالمحسن» مع الرأى السابق فى أن وسائل الإعلام عليها مسئولية كبيرة فى كشف تلك الممارسات أمام الشعب وفضحها.