الدكتور طلعت عبدالقوي يكتب: حكاية حوار
![د. طلعت عبدالقوى](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/7096833601703875614.jpg)
د. طلعت عبدالقوى
جاءت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لاستكمال الحوار الوطنى بترحاب شديد من كافة القوى السياسية والمجتمعية، فالحوار خطوة نحو الجمهورية الجديدة، وانطلاق للحياة السياسية، تحت شعار «وطن يتسع للجميع»
المرحلة الأولى من الحوار شملت طرح ومناقشة قضايا عدة بالمحور السياسى والمحور الاقتصادى، والمحور الاجتماعى، وتم رفع التوصيات لرئيس الجمهورية. ومجلس أمناء الحوار الوطنى كان وما زال على استعداد كبير لتلقى أى تكليفات وأى استفسارات، وهذه الموضوعات التى تم رفعها للرئيس ستتحول لمشروعات قوانين أو تعديلات قوانين أو سياسات أو قرارات تنفيذية أو تشريعات يناقشها البرلمان وجميعها سيحال عن طريق رئيس الجمهورية، وسيستكمل الحوار كل الموضوعات التى يتم طرحها على طاولة النقاش.
حكاية الحوار الوطنى جاءت بناء على الدعوة من الرئيس السيسى بفتح حوار وطنى، وذلك خلال إفطار الأسرة المصرية منذ أكثر من عامين، حيث أمر الرئيس بأن يتم دعوة القوى السياسية لحوار وطنى من أجل رسم خريطة المستقبل، وبناء عليه تم تشكيل مجلس أمناء للحوار الوطنى من 19 عضواً، وتم تكليف الأستاذ ضياء رشوان مقرراً لمجلس أمناء الحوار الوطنى، وأسندت الأمانة الفنية للسيد المستشار محمود فوزى، وتم تكليف الأكاديمية الوطنية للتدريب بأن تقوم بتلقى الرغبات وطلبات المواطنين والمؤسسات المختلفة، كذلك أحب أن أذكر أن مجلس الأمناء تم فى تشكيله مراعاة التنوع، فيه ممثلون عن الأحزاب السياسية، ويوجد فيه ممثلون عن أعضاء مجلس الشيوخ وممثلون عن الإعلام، وآخرون، وتم تصنيف الطلبات إلى 3 محاور رئيسية، محور سياسى، محور مجتمعى، محور اقتصادى.
أما المحور السياسى فشمل حوالى 18 موضوعاً أساسياً، وتم تحويلها إلى 113 موضوعاً فرعياً، حيث كانت الموضوعات الأساسية فى المحور السياسى، قانون الانتخابات، الأحزاب السياسية، قانون الإدارة المحلية والمجالس الشعبية المحلية، النقابات المهنية والعمالية ومنظمات العمل الأهلى، وحقوق الإنسان وهى الموضوعات الخاصة بالمحور السياسى.
أما المحور المجتمعى فيتضمن التعليم، الصحة، القضية السكانية، الهوية والثقافة، شئون الأسرة وأيضاً الشباب، أما بالنسبة للمحور الاقتصادى فيتضمن الغلاء والتضخم وعجز الموازنة العامة للدولة، والزراعة والصناعة والسياحة وملكية الدولة، والاستثمار المحلى الداخلى والخارجى وهى الموضوعات الرئيسية.
اهتمام الحوار الوطنى بالشباب، حيث إن الرهان الأكبر على الشباب والوطن مرتبط بهم، مع ضرورة تدريب وتوعية الشباب.
قضية التمكين السياسى للشباب ودعم الاتحادات والأنشطة الطلابية، جاءت ضمن مناقشات المحور المجتمعى، فأنا كنت رئيساً لاتحاد الطلاب، وأصغر عضو مجلس مدينة ومحافظة، ما أكسبنى العديد من الخبرات فى جميع المجالات، وهناك فرص كثيرة لا بد من استثمارها للشباب.
الحوار الوطنى شمل حضور الأحزاب السياسية والنقابات والمؤسسات المختلفة واستمرت اللقاءات أكثر من 6 شهور، وانتهت إلى مجموعة من التوصيات، كان فيها على سبيل المثال فى المحور السياسى تمت التوصية بسرعة إصدار قانون المجالس الشعبية المحلية، وإصدار قانون الإدارة المحلية. أيضاً فى المحور السياسى، إعادة النظر فى قانون الأحزاب السياسية، لتمكين الأحزاب وزيادة مواردها وزيادة فاعليتها وحوكمتها.
أيضاً فى محور الجمعيات الأهلية بالنسبة للتعاونيات، فتم مناقشة أن يكون هناك قانون موحد للتعاونيات لدعم العمل التعاونى، وأيضاً بالنسبة لإصدار قانون المجالس الشعبية المحلية، فتم التوصية أن يتم إصداره فى أقرب وقت وأن تجرى الانتخابات فى أقرب وقت، وبالنسبة للمحور المجتمعى فتم حصر بعض الموضوعات المهمة، مثل التأمين الصحى الشامل والإسراع فى تنفيذه، وتحسين أوضاع العاملين فى الصحة طبقاً للمادة 18 من الدستور.
فى نهاية حديثى يجب التذكير أن كل المصريين كانوا مدعوين للحوار فيما عدا من تلوثت أيديهم بالدماء أو من يرفض الدستور المصرى، وأن استمرار الحوار سيكون سمة من سمات الجمهورية الجديدة، وهو ما يسعى إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى للانطلاق نحو الجمهورية الجديدة.
* عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى
عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى
عضو مجلس النواب