بالصور| "العصا المنقوش".. مهنة تتوارى خلف الستار بمنطقة "القصيرين"

بالصور| "العصا المنقوش".. مهنة تتوارى خلف الستار بمنطقة "القصيرين"
تخترق حواري منطقة "القصيرين" الضيقة بمحافظة القاهرة فلا تجد سوى بيوتاً وخانات، تبدو كأي منطقة طبيعية لا يميزها شيئاً فريداً من نوعه، ولكن عندما تحدق النظر جيداً وترى ورشه لصناعة "العصا المنقوش"، أو كما ندعوها بالعامية "عوكاز" فلا بد أن تقف وتتأمل روعة الفن والإبداع.
الحاج حسن مهدي، صاحب الـ 60 عامًا، أقدم عمال الورشة وأكبرهم سنا، ورث هذه المهنة عن والده وأجداده، منذ صغره وهو يعمل بها، تأتي إليهم العصا مخروطة ثم يقوموا بتشطيبها ووضع النقوش عليها "الواحد بيفضل واقف طول النهار شغال وريحة البلاستيك متعبة أوي".[SecondImage]
يذكر الحاج "حسن" أنهم يبعثون بأعمالهم إلي خان الخليلي والحسين، هناك من يطلب كميات ويبعث بها للسعودية وسوريا، أما ليبيا فكانت تصل إليها كميات هائلة، وبعد انطلاق الثورة الليبية توقفت.
الشغل في مصر عقب الثورة - حسب قوله - "إلي حداً ما كويس الحمد لله"، وعن استخدام العصا قديماً يقول: "زمان أوي أيام الطرابيش كان لازم الواحد يمشي بعصاية، واللي يبقي لابس طربوش ومش ماسك عصاية يبقى عيب"، أما الآن فلا تجد من يمسك العصا إلا من يحتاجها للضرورة القصوي، ومن يجد صعوبة في السير، "دي في الآخر أرزاق علي حسب ما ربنا بيبعت، ومش عاوزين ربنا يبعت لينا واحد مكسر ولا حاجة عشان نستفاد إحنا".[ThirdImage]
هناك أنواع عديدة للعصا منها العاج، الأرضي، والكلوز، وعصا رفيعة يكون ثمنها مرتفع جدا، وتصدر للدول العربية ولا نقوم بتصنيعها إلا بالطلب وحسب الكمية التي يحتاجها التاجر، هناك شغل شعبي رخيص الثمن مصنوع من الزان والإقبال عليه كبير وهو أكثر الأنواع انتشاراً.
أما النقوش التى تزين بها العصا يقول: هناك ما يُكتب عليها أسماء الله الحسني، وآخرى يتم ثقبها ويوضع بها أسلاك من الفضة، كل هذا يحتاج إلى صبر وإتقان شديد.
يقول الحاج حسن، وقت الثورة كان الإقبال علي العصي البلدي كبير"زي اللي عاوز شومة كده أما العصا الأفرنجي مكنتش شغالة نهائي"، فكلما كان الإنسان محبًا لعمله كلما حرص علي ابتكار الجديد فيه.
ويوضح أن الشغل قديما كان مثل الآن، ولكن الخامات تختلف "خامات زمان كانت غالية وقليلة أوي ومحدش كتير بياخد منها".