فلتُمنح جائزة نوبل لاسم «أطباء فلسطين»!
- العاشرة مساء
- تحية كاريوكا
- سامية جمال
- فرقة رضا
- وائل الإبراشي
- إعلام
- العاشرة مساء
- تحية كاريوكا
- سامية جمال
- فرقة رضا
- وائل الإبراشي
- إعلام
تبذل الأطقم الطبية فى قطاع غزة جهوداً جبارة وأسطورية لا نعتقد أنها بُذلت فى أى مكان بأى حرب أخرى فى العالم، حيث حصار يمنع دخول الأدوات الطبية، ولا يتوقف عند ذلك، بل يدمر البنى التحتية الصحية ذاتها من مستشفيات ومراكز طبية وعيادات عامة وخاصة، ويستهدف سيارات الإسعاف ثابتة ومتحركة، ويقتحمها ويحتجز ويعذب من فيها.. ولا نعتقد أن أطقماً طبية وصل إليها فى ثمانين يوماً ما يتجاوز العشرين ألف شهيد وأكثر من ستين أو سبعين ألف جريح بخلاف المرضى واللاجئين!
ولا نعتقد أن فرقاً طبية قليلة العدد أصلاً عملت تحت قصف جوى وبحرى لا يتوقف، وغزو برى يعيق حركتها ويشلها ويهين أفرادها ويتدخل فى أعمالها ويحاصرها ويضعها تحت ضغوط غير مسبوقة ولا طبيعية.
ولا نعتقد أن فرقاً طبية تعيش كل ما سبق فى ظل مساحة صغيرة جداً من الأرض تحمل عليها أكبر كثافة سكانية فى العالم.. وأخيراً لا نعتقد أن أطقماً من هذا النوع عاشت فى أعمالها الوظيفية الإنسانية وأسرها مهددة، تستقبل عناصرها أحياناً أفراداً من عائلاتها، حتى إن أطباء فوجئوا بأولادهم وأمهاتهم وأخواتهم من بين الضحايا!
أمام كل ذلك.. ولكل الحيثيات السابقة، تستحق الفرق والأطقم الطبية أو الهلال الأحمر الفلسطينى أو الطبيب الفلسطينى، أياً كان المسمى، يستحقون تكريمهم أدبياً بجائزة نوبل، وهو أقل ما يمكن تقديمه لهم، وهو أقل بملايين المرات مما قدموه ويقدمونه، لكنه للتاريخ الذى عليه أن يسجل أنه كان هنا رجال ضحوا مع من ضحى.. ودفعوا الثمن غالياً مع من دفعه. من استشهد ومن فقد أهله ومن فقد بيته ومن حمل السلاح.. هناك أيضاً من وقف حول كل هؤلاء يعالج ويسعف ويضمّد الجراح وبغير إمكانيات تُذكر وفى ظروف مزرية شديدة البؤس والصعوبة!
جزء من هذا الطرح انتصار للقضية الفلسطينية يستحق دعم الجميع، خصوصاً أنه سيلقى ممانعة من بعض الأطراف، لكن جوائز نوبل أصلاً تكون فى ديسمبر من كل عام ويبقى أمامنا عام كامل عليها، وبالتالى يجب أن يتم الترشيح ذاته لكل الجوائز الإنسانية والأخرى التى تتصل بالموضوع.. ويمكن للدول العربية والإسلامية والصديقة الحرة أن تدعم فى ذلك.
هل حصلت مؤسسات أخرى على «نوبل للسلام» من قبل، أم ذهبت كلها لشخصيات عامة؟
المدهش أن فى جائزة السلام تحديداً تكاد -تكاد- تكون المؤسسات التى حصلت عليها أكثر من الأفراد.. فمثلاً فى سنة 1904 حصل عليها معهد القانون الدولى بالولايات المتحدة المؤسس سنة 1873، وفى عام 1910 المكتب الدولى للسلام ببرن بسويسرا أقدم معاهد السلام فى العالم، حيث أُسس عام 1891، ثم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ذات التخصص الذى نطالب بمنحه الجائزة، ثم مكتب نانسين الدولى للاجئين المتخصص بالعنوان المذكور ومشكلاتهم بعد الحروب أو الكوارث الطبيعية، وكان وقتها يتبع عصبة الأمم المتحدة، وكانت الجائزة عام 1938، ثم عادت الجائزة مرة أخرى عام 1944 للصليب الأحمر الدولى، وفى 1947 لجنة خدمات الأصدقاء الأمريكية التى تزعم السعى للعدالة والسلام، ثم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين عام 1954، ثم تُمنح مناصفة عام 1963 بين لجنتى الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدوليتين! ثم صندوق الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» عام 1965، ثم لمنظمة العمل الدولية عام 1969، ثم لمنظمة العفو الدولية عام 1977، ثم المفوضية الدولية لشئون اللاجئين عام 1981، ثم رابطة الأطباء الدولية لمنع الحرب النووية عام 1985، ثم إلى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة عام 1988، وصولاً إلى منظمة «أطباء بلا حدود» عام 1999، ثم انتهاء -اختصاراً- ببرنامج الغذاء العالمى عام 2020، ثم حُجبت الجائزة سنوات طويلة، وقد حصلت عليها الأمم المتحدة ذاتها فى ولاية كوفى عنان!!
إذن وفى إنعاش للذاكرة.. السوابق كثيرة، ولا نعتقد أن أى هيئة مما ذكرناها قدمت للبشرية جهداً إنسانياً خرافياً ومهماً وضرورياً ويحمل كل المخاطر التى فى العالم كله كما فعل الطبيب الفلسطينى.. الذى يستحق التكريم طوال العام وطوال الدهر كله.. حتى تتشرف جائزة نوبل بهم!