بالفيديو| "السومو".. حياة مصارعيها "عسكرية" وأبطالها "مش يابانيين"

كتب: أحمد ناجي

بالفيديو| "السومو".. حياة مصارعيها "عسكرية" وأبطالها "مش يابانيين"

بالفيديو| "السومو".. حياة مصارعيها "عسكرية" وأبطالها "مش يابانيين"

ساحة واسعة، وجمهور حاشد، وطبول تُقرع تضفي للجو حماسة، وأبطال ضخام الجثة يزنون أرطالًا، يلتفون حول الحكم في حفل الافتتاح، يتبادلون نظرات التحدي، وسط صيحات الجماهير التي تلهب حماسهم، استعدادًا لإحياء ذكرى صراع الإلهين "تاكيمي كازوتشي وتاكيمي ناكاتا". أكثر من 15 قرن مر على ذكر كلمة "سومو" لأول مرة في كتابات "الكوجيكي - وقائع الأحداث القديمة"، وهي أولى المدونات اليابانية المعروفة، والتي روت الـ"كوجيكي"، وقصة صراع "سومو" دار بين إلهين يابانيين قديمين هما "تاكيمي كازوتشي" و"تاكيمي ناكاتا"، وكانت نتيجته لصالح "تاكيمي كازوتشي"، وبعد انتصاره استولى الشعب الذي يقوده على جزر الأرخبيل الياباني، والذي انحدر من سلالته أباطرة اليابان الحاليين. "السوموتوري" أو"ريكيشي" اسمان يطلقان على العُراة إلا من الـ"ماواشي"، وهي قطعة من القُماش تُلف حول خصر المصارع وما بين فخذيه لستر عورته، وذوي الشعر المدهون بـ"نوع خاص من الدهن" ليكون أملسًا بتسريحة "شون ماجي" اليابانية، وهي صفات لاعبي هذه الطقوس اليابانية. يقفون وسط الحلبة المصنوعة من قش الأرز على قاعدة مُربعة من الطين، يحملون حفن الملح في أيديهم، استعدادًا لتطهير الـ"دوهيو"، وهي قاعدة أساسية قبل بداية المباراة، ويرش كل مُصارع حفنة الملح من يده على أرض الحلبة "دائرة قطرها 4.5 متر"، ويرفع كل مُصارع منهم قدمًا تلو الأُخرى ويُنزلها على الأرض كنوع من الإحماء استعدادًا للخوض في المعركة، يفصل الحكم بينهم إلى أن يُشير بيده لبدء القتال. وُضعت قوانين مصارعة "السومو" ليكون الخاسر، هو أول متصارع يلمس الأرض بأي جزء من جسده عدا باطن قدميه، وأول متصارع يلمس المنطقة خارج دائرة الدائرة، والمتصارع الذي يفقد قطعة القماش الـ"ماواشي"، والمُصارعة تعتمد في الأساس على مسك المتصارعين بعضهم البعض من قطعة الـ"ماواشي"، وأي مسكة غير ذلك فهي غير قانونية، والمتصارع الذي يستخدم طريقة غير مشروعة في قتاله كـ"إمساك الخصم من مكان آخر غير الماواشي". مباراة المصارعة في البطولة السنوية بين مصارعي "السومو" اليابانية، تجذب جموعًا هائلة من كل حدب وصوب لمشاهدة الصراع الذي يدور فيها، والغريب في الأمر أن أشهر مُصارعي "السومو" في اليابان ليسوا يابانيين ولا حتى من أصل ياباني، وأن الرياضة جذبت عددًا كبيرًا من المنضمين الأجانب مثل: "بلغاريا وأستونيا ومنغوليا"، ما تسبب في زيادة عددهم بشكل كبير، وهو ما أثر على ترتيب المُصارعين "يابانيو الأصل" في ظهورهم على الساحة، ما جعل صانعو اللعبة ليسوا من أبطالها. مؤخرًا، أدرج اتحاد مصارعة "السومو" باليابان، 600 مُصارع محترف، بـ50 مركزًا مختلفًا، فالمصارعون الحاصلون على أول 5 مراكز فقط، هم من يسمح لهم بالزواج والحصول على راتب شهري يقدر بـ"34 ألف دولار" أي ما يعادل "238 ألف جنيه مصري". لكي تحقق حلمك وتصبح مصارع "سومو"، يجب أن تنطبق عدة شروط عليك، فالجسد الصحي هو الشرط الأساسي، ومصارع "السومو" ليس مجرد كُتلة من اللحم والدهون، لأن تحت هذه الدهون عضلات قوية، تسهل حركته ومساعدته في دفع خصم قد يصل وزنه إلى 400 كيلوجرام، كما يجب أن تبدأ صغير السن، فحياة مصارع "السومو" ليست طويلة، ونظرًا لنظام الغذاء السيء وكثرة الدهون، ستكون معرضًا للأزمات القلبية والجلطات وغيرها من الأمراض. عندما تسمع لفظ "السومو"، يعلق في ذهنك صورة "الرجل العملاق"، الذي كان يومًا ما صغيرًا، ولكن حين قرر تحويل حياته كـ"مصارع سومو"، بدأ يتغذى على "وجبتين" يوميًا، تحتويان على "لحوم، وأسماك وخضراوات، وأرز، ومشروبات كحولية، وعصائر"، فهذا الطعام الذي يُساعد جسم المصارع على امتصاص الدهون بشكل سريع، وتستطيع زيادة وزن شخص يتراوح بين "80 - 90 كجم" إلى مُصارع "سومو" وزنه يصل إلى "400 كجم". حياة مصارعي "السومو"، منحصرة داخل المدرسة التي يتدربون بها، فهم لا يملكون حياة اجتماعية مع الخارج، والنظام الذي يسير عليه طوال حياته كـ"مصارع"، يجعله يبدأ التدريب يوميًا من الخامسة صباحًا وحتى الثانية ظهرًا، بدون أجازة مرضية أو عطلة أسبوعية، وبعد انتهاء التدريب، يأتي دور الطُلاب الجدد في خدمة المصارعين الأكثر خبرة بـ"تقديم الطعام لهم، أو ترتيب غرفهم".