لاجئ فلسطيني: "داعش" اقتحم مخيم اليرموك وقطع رؤوس الأطفال قبل الكبار

لاجئ فلسطيني: "داعش" اقتحم مخيم اليرموك وقطع رؤوس الأطفال قبل الكبار
سارع إبراهيم عبدالفتاح الذي تحمَّل قرابة عامين من الجوع والاقتتال، إلى مغادرة منزله في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، فور رؤيته رؤوسًا مقطوعة فصلها تنظيم "داعش" عن أجسادها إثر اقتحامه المخيم.
وقال عبد الفتاح (55 عامًا) وهو يجلس على مقعد داخل مدرسة في حي التضامن لجأ إليها مع زوجته وأطفاله السبعة: "عندما دخل داعش إلى المخيم قطع رؤوس الأطفال قبل الكبار وشعرنا حينها بالخوف، كنا نسمع عنهم عبر التليفزيون لكننا وجدنا أن الأمر صحيح".
ويصف الرجل الذي تبدو ملامح الوهن على وجهه الشاحب واضحة وأطلق لحية خفيفة يغلب عليها الشيب، خروجه وعائلته من المخيم بأنه "معجزة".
وعبدالفتاح الذي لم يعد يملك إلا الثياب التي يرتديها، واحد من بين مئات اللاجئين الذين تركوا مخيم اليرموك في الأيام الأخيرة ولجأوا إلى المدرسة في حي التضامن المجاور والخاضع لسيطرة قوات النظام السوري.
وتستضيف المدرسة التي حولتها السلطات إلى مركز إيواء مؤقت للعائلات التي نزحت عن المخيم نحو 98 شخصًا بينهم 40 طفلًا يشغلون ثلاثة صفوف كبيرة تتكدس الفرش في إحدى زواياها إلى جانب عدد من الأغطية وجالونات المياه.
ويؤكد أمجد يعقوب (16 عامًا) انه رأى "عنصرين من داعش يقومان بركل رأس مقطوعة كالكرة في ساحة فلسطين، شعرت بالخوف".
ويقول الشاب الذي يعتمر قبعة مقلوبة كمغني الراب وقميصًا عليه مربعات بيضاء ورمادية وهو يشير إلى عينه المحمرة التي يحيط بها لون بنفسجي ناجم عن لكمة قوية وذقنه المنتفخة "لقد اعتقلوني من منزلي واقتادوني إلى مقرهم وضربوني في عيني وفي ذقني حتى أغمى عليَّ لأن أخي انتسب إلى الدفاع الوطني"، وكان بذلك يشير الى اللجان الشعبية الفلسطينية التي كانت تقوم بتنظيم أمور سكان المخيم.
وتقول عبير، التي ولدت في المخيم قبل 47 عامًا "اختلف علينا الأمر لدى دخول داعش، هذا الخوف والرعب والقتل لم يكن موجودًا لدى الاقتتال بين الفصائل الفلسطينية ومقاتلي المعارضة الذي أبقوا المدنيين بمنأى عن نزاعهم".
ولم يتمكن أي من النازحين من حمل أغراضه لدى خروجه من المخيم، فأكبر همهم كان أن ينجوا بحياتهم، وتقول ناديا (19 عامًا) التي كانت تقوم بإرضاع طفلها محمد المولود قبل شهرين: "لقد خرجنا بسرعة دون أن نتمكن من حمل أي شيء".
وتضيف هذه الشابة التي لم يتمكن زوجها من الخروج من المخيم، أنها قضت أربعة أيام من الرعب لم تتمكن خلالها من النوم، "عندما خرجت كنت أمشي على الرصيف محتمية بالجدار من رصاص القناصة".