الشركة المتحدة.. براعة توثيق الذاكرة الفنية

لينا مظلوم

لينا مظلوم

كاتب صحفي

منذ أول يوم على إطلاق الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية -الصرح الإعلامى والفنى- مختلف أنشطتها وهى حريصة على مخاطبة الوعى الوطنى من خلال فكرة أو إبداع يمس قلب ومشاعر المشاهد عبر أقرب الطرق وأكثرها تأثيراً على المشاهد. حملات ومبادرات كانت السباقة فى إعلانها دعم كل المشروعات الخدمية التى أطلقتها الدولة لتخفيف الأعباء عن البسطاء فى كل قرى ومدن مصر. ضمن هذه المبادرات -على سبيل المثال لا الحصر- «حياة كريمة، كلنا واحد، تكافل وكرامة، صندوق تحيا مصر»، فى كل هذه المبادرات كان يتصدر دور الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، سواء فى تعريف المواطن بهذه المبادرات عبر صياغة إعلانية مقرّبة من المشاهد أو مساهمة مختلف أنشطتها لدعم مجهودات الدولة ومبادراتها الإنسانية.

فى الدراما التليفزيونية، خلقت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية واقعاً إبداعياً جديداً أثار مراجعة المشاهد قضاياه الوطنية، والاجتماعية، والإنسانية، بأسلوب شيّق حقّق تأثيراً يتجاوز بكثير الخطاب المباشر. كشفت للمشاهد عن حقائق صادمة عن الجرائم التى كانت تُحاك لوطنه، وعالجت قضايا التعليم والمرأة فى إطار مختلف شرائحها الاجتماعية.. نقلة إبداعية أضافت إلى تاريخ الدراما إشراقة جديدة كأحد أبرز الفنون التى تتصدّر متابعة المواطن العربى فى مختلف دول المنطقة. يقين الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أن رواد الإبداع والفن المصرى هم أساس القوة التى جعلت مصر تتربّع على قلب كل عربى الذى تفتح وعيه الفنى على آهات أم كلثوم، وردّد بكل حب جملاً شهيرة على لسان أبطال الدراما التليفزيونية أو السينما. الغناء المصرى هو السمة التى تجمع كل شارع عربى من المحيط إلى الخليج، الفيلم أو المسلسل المصرى هو البداية التى ألهمت إنشاء هذه الفنون فى الدول العربية.

الموروث الثقافى والإبداعى لا يمكن الفصل بين مراحل التتابع التاريخى لكل من أجياله ورواده، هو مسيرة متتالية يسلم فيها كل جيل إلى الأجيال التى تليه أمانة الحفاظ على أحد أغلى كنوز حضارة مصر. فى المقابل تبقى الأجيال الماضية حاضرة بقوة بفضل ما قدّمته من إبداع رفعها إلى مكانة الخلود، إذ ما زالت على مر العقود الطويلة تقاسم الملايين أفراحهم أو تواسى أحزانهم.

الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية قدّمت مؤخراً فواصل بين البرامج هى الأروع فى إظهار لمحات الامتنان والعرفان تجاه أجيال بذلت الكثير وتحمّلت الأكثر كى تُسعد جماهيرها، رواد تصدّروا الصفوف فى توظيف رصيدهم الشعبى الهائل لخدمة قضايا وطنهم، لم يتأخروا عند استدعائه لهم كقوة دعم أساسية لدعم أى هدف وطنى. الفواصل الإعلانية التى حملت عنوان «ولسه ياما مصر هتقدم للدنيا» بصوت الفنان الشامل أحمد أمين هى لمسة جمال امتازت بالرُّقى فى صياغة كل عناصر التنفيذ، إضافة إلى ما تحمله من أبعاد تتمثل فى تقديم التقدير وتأكيد مكانة رواد حملوا إشراقات الإبداع والتنوير إلى الدول العربية.. هم فنانون تحتل مكانتهم الصدارة عند المشاركة فى مختلف الأنشطة والمهرجانات.

توثيق نبذة عن تاريخ رموز الفن فى لقطة موجزة وشاملة تخلد فى الذاكرة قمماً استحقت بجدارة أن يوثَّق عطاؤها، بالإضافة إلى اختيار الصيغة الفنية الأقرب لتسويق هذه القيم، بالتأكيد هى أكثر تأثيراً على المتلقى من الخطاب المباشر.

بعد مجموعة مبادرات أطلقتها الشركة المتحدة بهدف التوعية المجتمعية التى شملت مجالات، مثل مخاطر تعاطى المخدرات وإعادة إحياء والتأكيد على قيم أخلاقية راسخة فى جذور الشخصية المصرية، تستكمل اليوم دورها التنويرى فى صورة باقة زهور إلى كل اسم أضاء قائمة القوى الناعمة منذ عقود مضت إلى الوقت الحاضر، والمستقبل الذى يضيف المزيد من الأسماء التى ستُكمل مسيرة الإبداع والتنوير. وفق كل حقائق التاريخ مصر -حتى فى أحلك الأوقات التى مرت عليها- ظلّت ولّادة، أثرت وتُثرى بعطائها الإبداعى كل شبر فى الوطن العربى.