أهالى طلاب يدرسون فى اليمن: نقودهم نفدت والشركات ترفض نقلهم للسعودية

أهالى طلاب يدرسون فى اليمن: نقودهم نفدت والشركات ترفض نقلهم للسعودية
على أحد مقاهى وسط مدينة «ساقلتة» بمحافظة سوهاج، جلس أولياء أمور 40 طالباً يدرسون الطب والصيدلة وهندسة البترول، فى جامعات اليمن، وأعينهم على شاشة التليفزيون، ينتظرون أية أخبار جديدة عن «عاصفة الحزم»، وما إن سمعوا، أمس، تصريحاً عن فتح ممرات آمنة للمصريين، حتى سارعوا للاتصال بأبنائهم مستبشرين، لكن فرحتهم سرعان ما تبددت بعد أن أبلغهم أبناؤهم بأنهم لا يعلمون شيئاً عن هذه التصريحات ولم يتواصل معهم أحد من المسئولين.
«نجلس هنا لنتشارك قلقنا على أبنائنا، ونتواصل معهم».. بهذه الكلمات بدأ أحمد صبرى البسيونى، مشرف مكتبات بمدرسة ابتدائى ووالد الطالب «محمد» بالفرقة الثانية بكلية الصيدلة بجامعة صنعاء، حديثه، مضيفاً: ابنى يسكن مع زملائه فى شارع الستين القريب من منزل الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى، وتدور اشتباكات وقصف عنيف فى هذا الشارع، بسبب تمركز الحوثيين هناك، لدرجة أنهم ينامون على صوت القذائف التى تسقط على مدار 24 ساعة. وحول سبب ذهاب ابنه للدراسة فى اليمن، قال «البسيونى»: الرئيس المعزول محمد مرسى هو سبب تشريد أولادنا، بسبب رفع مجموع القبول فى الكليات الخاصة، ما اضطرنا لإرسال أبنائنا لدولة اليمن لإكمال تعليمهم، بعد أن كان أبناء اليمن يحضرون إلى مصر طلباً للعلم. وأضاف «صبرى»: ابنى كان ينقصه نصف درجة كى يلتحق بكلية الصيدلة فى جامعة خاصة مصرية، ومع إصراره على إكمال مشواره التعليمى، اتفقت معه على الذهاب لليمن لأن جده يعمل بالتجارة هناك، وحذا حذوه عدد آخر من أبناء مدينة ساقلتة حتى بلغ عدد الطلاب من منطقتنا نحو 40 طالباً يدرسون الطب والصيدلة وهندسة البترول. وأكد أن ابنه و4 من زملائه قرروا المغامرة بأرواحهم واستقلوا أوتوبيساً للتوجه إلى الأراضى السعودية، مضيفاً: «ربنا يستر ويكمل مشوارهم على خير».
وانتقد «صبرى» ما وصفه بتقاعس وزارة الخارجية المصرية، وقال إنهم يحاولون التواصل مع الوزارة منذ 10 أيام، دون أن يرد أى مسئول على اتصالاتهم، مضيفاً: وفى النهاية ردوا، وطالبونا بالتواصل مع وزارة التعليم العالى للاستفسار على حالة أبنائنا. والتقط محمود عمر (19 عاماً) طالب بالفرقة الأولى كلية الصيدلة بجامعة صنعاء، خيط الحديث قائلاً: حضرت قبل الحرب على اليمن بـ10 أيام، وكان من المقرر أن أعود فى أول يوم لعاصفة الحزم، لكنى ألغيت سفرى.
وأضاف: أسكن فى شارع الستين بوسط صنعاء، مع 4 من أصدقائى هم: مقبول على سليمان، ومحمد ممدوح، وأحمد شرف، وأحمد فيض، وجميعهم طلاب بكلية الصيدلة وموجودون الآن فى صنعاء، ووضعهم سيئ للغاية لأنهم لا يتمكنون من الخروج من السكن خوفاً على حياتهم، ولا نعلم كيف ستنتهى محنتهم. وأوضح «عمر» أن طلاب مدينة ساقلتة يدرسون فى جامعات صنعاء، والحديدة، ومصر للعلوم والتكنولوجيا، وعدن، محذراً من أن أوضاعهم تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وأصيب الكثير منهم بحالات نفسية سيئة.
وقال فيض عبدالرحمن، موظف بالشباب والرياضة بمدينة ساقلتة، والد الطالب أحمد، بصيدلة عدن: وزارة الخارجية حيرتنا، فى أغلب الأوقات لا يردون على مكالماتنا، وفى حال الرد لا يقدمون لنا أية معلومات مفيدة، بل يطالبوننا بالتواصل مع وزارة التعليم العالى فهل هذا يعقل؟ وأضاف: السفير بدر عبدالعاطى المتحدث الرسمى باسم الخارجية، كل مرة يخرج على شاشات التليفزيون، يؤكد أن هناك تنسيقاً ومباحثات تتم ولا نعرف مع من يتم التنسيق ومع من تجرى تلك المباحثات.
وانتقد عبدالله جاد الرب، صيدلى، الحكومة المصرية بشدة، وقال إن شقيقيه «إسماعيل» و«أحمد» يدرسان الصيدلة بجامعة الحديدة، وسافرا فى 2013 بناء على منحة دراسية بموافقة وزارة التعليم العالى، مضيفاً: لم يخرجا من بلدهما متسللين حتى تتركهما الدولة بهذا الشكل دون تقديم يد العون لهما.
وطالب بسرعة تدخل المسئولين المصريين ومخاطبة الحكومة اليمينة للسماح لشركات النقل بنقلهم دون الحصول على تلك التأشيرات.
وأكد عبدالحميد أحمد، والد الطالب إسلام بكلية الصيدلة، أن ابنه نفدت منه النقود، وكذلك معظم الطلاب هناك، ولا يعرفون طريقة لإرسال الأموال لهم، لأن البنوك ترفض التحويلات فى الوقت الحالى. وأضاف: اتصلت بـ«الخارجية» أطلب منهم المساعدة فى توصيل نقود لابنى، إلا أنهم أخبرونى بأنهم لا يعرفون كيف تتم تلبية هذا الطلب فى الوقت الراهن. من جهته، طالب حسين الهرماس، والد الطالب «سامح» بكلية الصيدلة، الرئيس عبدالفتاح السيسى بإصدار قرار بتحويل أبنائهم من الجامعات اليمنية إلى الجامعات الحكومية المصرية بسبب الوضع المتردى هناك.