مصر تحتفل بـ"أحد السعف".. والبابا من وادى النطرون: اليوم فرح

كتب: مصطفى رحومة

مصر تحتفل بـ"أحد السعف".. والبابا من وادى النطرون: اليوم فرح

مصر تحتفل بـ"أحد السعف".. والبابا من وادى النطرون: اليوم فرح

احتفل ملايين الأقباط فى مصر وخارجها، أمس، بأحد الشعانين، المعروف بأحد «السعف»، فى مختلف الكنائس. وترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس «الشعانين» بدير الأنبا بيشوى فى وادى النطرون، فيما ترأس الأساقفة والكهنة قداسات «عيد السعف» فى مختلف الإيبارشيات بمصر والخارج.[SecondImage] وهنأ البابا، خلال عظته بقداس العيد، المسيحيين بـ«أحد الشعانين»، قائلاً: «أحد السعف أحد الأعياد السبعة المرتبطة بالقيامة، وله خصوصية فى حياة المسيح والكنيسة معاً، ويمتاز بعلامات مهمة فهو يوم فرح، حيث مجىء المسيح ليخلص الخطاة، لتكون هناك بداية جديدة». وأضاف «البابا» أن ملوك الأرض يدخلون راكبين الخيول وسط مواكب ضخمة، بينما المسيح دخل أورشليم راكباً «جحش ابن أتان» دلالة على البساطة والتواضع، فيما فرش الأطفال والكبار قمصانهم وسعف النخيل ليستقبلوا الملك السماوى، واليهود تخيلوا أنه جاء ليحررهم من الاستعمار الرومانى حينما كانت أورشليم تحت الحكم الرومانى، وكان مستقبلوه بسعف النخيل أطفالاً وكباراً، وهو غير المعتاد لاستقبال الملوك، مشيراً إلى أن المسيح دخل أورشليم راكباً «جحش» واستخدامه لهذا الحيوان المُسالم والمحتمل، دلالة على ضرورة الاتسام بالبساطة والاحتمال وصنع السلام. وتابع البابا: «هناك أشخاص قلوبهم غير نقية ولا يحتملون الآخرين وليسوا بصانعى سلام، وقلوبهم مقر للخطية والكراهية، الخطية (معششة) فى قلوبهم، بينما أحد الشعانين يوم الفرح بدخول المسيح، يتطلب استعادة البساطة والنقاء مثلما استقبل الأطفال المسيح خلال دخوله القدس». وطالب «تواضروس» الأقباط بتعلم الصفات النقية من الأطفال، خصوصاً أن المسيح أوصى بمحبتهم، مستطرداً: «اليوم هو يوم فرح وعيد، ويجب أن نتعلم فضيلة الطاعة وشكر الله على كل حال، ومن أجل كل حال، لأن الإنسان حين يضع حياته فى يد الله يفرح قلبه ويستخدمه». وأشار البابا إلى أن استخدام سعف النخيل فى أثناء استقبال المسيح بأورشليم يرمز لحياة التسليم والانصياع لله، والسعف له صفات كثيرة فى مقدمتها لونه الأبيض الذى يرمز للنقاء، واستجابته لتشكيله كيفما يشاء الإنسان ترمز لحياة التسليم للمسيح، لذلك يجب الاجتهاد فى البساطة والنقاء والتوبة والطاعة، حتى تكون الحياة مرضية أمام الله.[FirstQuote] ويعد «أحد السعف» بداية أسبوع الآلام، وهو يوم ذكرى دخول المسيح إلى مدينة القدس، ويسمى أيضاً بأحد السعف أو الزيتونة، لأن أهالى القدس استقبلوه بالسعف والزيتون المزين، وفرشوا ثيابهم وأغصان الأشجار والنخيل تحت قدميه، لذلك يعاد استخدام السعف والزينة فى غالبية الكنائس للاحتفال، فيما ترمز أغصان النخيل أو السعف إلى النصر، أى إنهم استقبلوا السيد المسيح كمنتصر، وكلمة «شعانين» تأتى من الكلمة العبرانية «هو شيعه نان» وتعنى «يا رب خلص»، ومنها تُشتق الكلمة اليونانية «أوصنا» وهى الكلمة التى استخدمت فى الإنجيل من قبل الرسل والمبشرين، والتى استخدمها أيضاً أهالى القدس عند استقبال المسيح فى ذلك اليوم. وأقامت الكنائس، بعد قداس العيد، طقس التجنيز العام داخلها، حيث تم إغلاق ستر الهيكل بعد القداس، وصليت صلوات التجنيز العام بالنغمات الحزينة، وعلقت الستائر السوداء داخل الكنائس، حزناً على صلب المسيح، حسب الاعتقاد المسيحى، لأن الأقباط لا يصلون على الموتى خلال هذا الأسبوع ويبدأ اليوم لمدة 3 أيام الاحتفال بـ«البصخة المقدسة». وشهدت الكنائس تعزيزات أمنية مكثفة، خشية وقوع أى عمل إرهابى، حيث مشطت الشوارع الجانبية فى محيط الكنائس، ومنعت دخول السيارات إليها أو الوقوف إلى جوارها، ونشرت كاميرات مراقبة فوق أسوارها.[ThirdImage] ونسقت وزارة الداخلية مع الكنائس بشأن الإجراءات الأمنية التى اتبعتها خلال الاحتفالات، منها التنبيه على الأقباط بعدم التجمع أمام الكنائس بعد الاحتفالات والانصراف الفورى، وعدم ترك سيارات بالقرب من أسوار الكنائس، وإظهار وشم الصليب أثناء الدخول للكنيسة، وسرعة إبلاغ الأمن لدى مشاهدة أى جسم غريب وعدم العبث به، وعدم حمل ألعاب نارية أو شماريخ أو محدثات صوت فى أثناء الدخول للكنائس.