كتاب بريطاني: حالة غضب دولية من أوضاع العمال المهاجرين في قطر

كتب: يسرا زهران

كتاب بريطاني: حالة غضب دولية من أوضاع العمال المهاجرين في قطر

كتاب بريطاني: حالة غضب دولية من أوضاع العمال المهاجرين في قطر

يقول الكتاب البريطاني «قطر والربيع العربى»: «ربما تكون بوادر ذلك الوضع المثير للقلق قد بدأت فى الظهور بالفعل، مع قضية العمالة الوافدة إلى قطر، التى ستتزايد بطبيعة الحال فى السنوات المقبلة مع تزايد التجهيزات والإنشاءات المطلوبة لإقامة المونديال، على الرغم من أنها تحولت منذ الآن إلى مصدر للجدل العالمى، وأساءت بالفعل إلى صورة وسمعة قطر أمام العالم، وفتحت باباً يصعب غلقه للجدل الدولى حول ما يحدث فى قطر». ويتابع: «الأهم أن حجم الجدل والتركيز العالمى على ما يحدث فى قطر، إلى درجة قد تصل إلى حد الترصد، سوف يتزايد تدريجياً فى الفترة المقبلة مع قرب موعد إقامة كأس العالم، وربما بدأ ذلك التركيز بالفعل مع حالة الغضب الدولية التى اجتاحت العالم كله حول أوضاع العمال المهاجرين فى قطر بعد الفضيحة التى فجرتها وسائل الإعلام البريطانية فى خريف 2013، وهى حالة قد تقدم لمحة عن المحاكمة التى سوف تقام ضد قطر من خلال وسائل الإعلام العالمية العدائية بطبيعتها ضد أى دولة تستعد لاستضافة حدث عالمى مثل المونديال». ويضيف الكتاب: «كانت العناوين الرئيسية فى الصفحة الأولى لصحيفة «الجارديان» البريطانية تتناول تحقيقاً حول مصرع 44 عاملاً من نيبال بسبب انهيار فى وظائف القلب نظراً لظروف العمل غير الآدمية التى يعملون بها فى مواقع الإنشاءات الخاصة باستضافة كأس العالم فى قلب قطر، وقالت تقارير للاتحاد التجارى الدولى المدافع عن حقوق العمال حول العالم، إن استعدادات قطر لاستضافة كأس العالم سوف تكلف حياة 4 آلاف من العمال المهاجرين قبل أن يتم لعب مباراة واحدة على أرضها». ويرصد الكتاب ردة الفعل العالمية الغاضبة ضد قطر منذ الكشف عن المعاملة غير الإنسانية التى يتعرض لها العمال الأجانب، ويضيف: «توالت بعدها عدة تحقيقات عبر وسائل الإعلام العالمية تحمل عناوين لا تقل عنفاً عما سبق: «عبيد كأس العالم فى قطر.. قطر.. مواقع إنشاءات من قلب الجحيم.. «الفيفا» يشعر بقلق عميق من قضية «عبيد كأس العالم» فى قطر»، وتحولت القضية إلى محور للنقاش فى اجتماع طارئ للجنة التنفيذية للفيفا فى زيورخ، تلاه عقد لقاء شخصى بين الأمير تميم شخصياً، ورئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم «سيب بلاتر». ويواصل الكتاب: «والواقع أن ما حدث فيما بعد، من واقعة إلقاء القبض على صحفيين ألمانيين قاما بتصوير العمال الوافدين الذين يعملون فى أحد مواقع الإنشاءات بالقرب من الفندق الذى يقيمان به فى الدوحة، كشف عن حجم وتعقد التحديات التى تنتظر القيادات فى قطر، هؤلاء الذين لم يعتادوا على تبرير أنفسهم أو شرح قراراتهم أمام أحد خارج دائرة صنع قرارهم الضيقة، ولم يعتادوا أيضاً على التعامل ولا التكيف مع كل هذا القدر من التركيز والاهتمام الإعلامى العام والدولى، وتناثرت عدة تحقيقات إعلامية عالمية فى الفترة التالية تركز على الإحصائيات الأليمة التى تكشف عن ارتفاع نسبة الوفيات بين العمال المهاجرين، بشكل سيجعل السلطات القطرية تجاهد للحاق بحجم الاهتمام الإعلامى المكثف والثابت بالقضية، والحد من تأثيره وأضراره على سمعتها وصورتها التى جاهدت لسنوات فى تكوينها، وعلى الرغم من أن قطر بنت صورتها على الضجة الإعلامية التى تحيط غالباً بتحركاتها المثيرة للتساؤلات والجدل حول العالم، فإن الواقع أن الدوحة لا تملك القدرة على التعامل، ولا التسامح، مع الانتقادات والتساؤلات المشروعة التى يمكن أن يوجهها الرأى العالم العالمى لها». ويواصل: «الأهم أن أمام قطر طريقاً طويلاً ستظل فيه تحت رحمة تأثيرات واتجاهات الرأى العام العالمى لحين استضافتها مونديال 2022، خاصة أن سحب قرار استضافتها له يظل معلقاً بقرارات «الفيفا»، سيكون على القيادة القطرية أن تتعامل مع تداعيات كشف كل تجاوز يحدث على أرضها تحت سمع وبصر كل وسائل الإعلام الدولية، وتحت الأضواء الكاشفة لها، خاصة أنه سيكون من الصعب فى قضية مثل قضية «عبيد المونديال» أن يتم تحويل الاهتمام العالمى منها إلى ما حولها، بعد أن وصفتها العديد من التقارير الصحفية بأنها أبرز قضية عامة وإنسانية تحيط بكأس العالم 2022». ويتابع الكتاب البريطانى: «منذ أن نجحت قطر فى استضافة كأس العالم والشكوك تحيط بها حول الكيفية التى نجحت بها فى تأمين الأصوات اللازمة لها لاستضافة المونديال، إلا أن المؤكد أن نجاح قطر فى استضافة الأحداث الرياضية العالمية الضخمة، ليس أمراً مستمراً أو يمكن الرهان عليه، لقد نجحت قطر فى الحصول على حق تنظيم مونديال 2022، إلا أنها عجزت عن تأمين الأصوات اللازمة لتنظيم الألعاب الأولمبية فى 2016، وكذلك الألعاب الأولمبية فى 2020، والمثير أن الملف القطرى لم ينجح حتى فى الوصول إلى قائمة المرشحين النهائيين لاستضافة ذلك الحدث، الأمر الذى يعكس تزايد انعدام الثقة بين الهيئات الدولية حول ما إذا كانت قطر مناسبة من الأساس لاستضافة الأحداث الدولية الكبرى». ويواصل الكتاب: «جزء من هذه الشكوك يرجع إلى المناخ شديد الحرارة فى قطر، الذى يقترب أحياناً من 50 درجة مئوية، كما تم الكشف فيما بعد، عن أن الخطط التى أعلنت عنها قطر خلال الملف الذى عرضته لاستضافة المونديال، وتتضمن إقامة ملاعب مكيفة بالكامل، هى أمر ستتم إعادة النظر فيه بعدما ظهر أن تصميمات تلك الملاعب المكيفة مكلفة بشكل يفوق الحد الطبيعى، كما أنه لا يمكن استمرارها لوقت طويل بسبب تأثيراتها على البيئة، وبدا أن الجدل الذى اشتعل بين أجهزة الفيفا المختلفة حول إمكانية تغيير موعد إقامة كأس العالم فى قطر من الصيف للشتاء مراعاة للظروف المناخية، قد تسبب فى مزيد من الإساءة لصورة قطر، ووصلت الشكوك الدولية فى مدى أهلية قطر لاستضافة ذلك الحدث العالمى إلى أقصاها، عندما وقف رئيس الاتحاد الدولى للفيفا «سيب بلاتر» ليعترف علناً فى سبتمبر 2013، أن منح تنظيم كأس العالم 2022 لقطر ربما كان «خطأ». ويتابع الكتاب: «كان من ضمن الأسباب التى جعلت العالم ينظر بعين الشك إلى قدرة قطر على تنظيم أحداث عالمية، هو صعوبة التنبؤ بما يمكن أن يحدث فى المنطقة. ففى منطقة شديدة الاضطراب مثل الشرق الأوسط، يصعب توقع تطورات الأحداث السياسية والأمنية التى يمكن أن تحدث فى الفترة التى تفصل ما بين نجاح قطر فى الحصول على حق تنظيم بطولة عالمية، وبين الموعد الفعلى لإقامة تلك البطولة، أى شىء يمكن أن يحدث ما بين التاريخين، كأن تتجدد المواجهة مثلاً ما بين دول الخليج وإيران، أو أن تندلع اضطرابات داخلية فى أى دولة من دول مجلس التعاون الخليجى، المثير هنا أن بداية اضطرابات الربيع العربى، التى اعتبرتها الدوحة فرصة ضخمة لها على الصعيد السياسى، كان لها تأثير سلبى على مساعيها لتنظيم الأحداث الدولية الكبرى، وكان السؤال الذى طرحه المجتمع الدولى بعد أن اندلعت الثورة التونسية عقب أسبوعين فقط من نجاح قطر فى الحصول على حق تنظيم المونديال هو: هل كان من الممكن أن تنجح قطر فى الحصول على حق تنظيم المونديال لو أن التصويت على استضافته كان «بعد» اندلاع اضطرابات الربيع العربى بشهر أو شهرين مثلا؟». ويواصل الكتاب: «هناك مسائل أخرى تثير قلق المراقبين والمحللين الأجانب حول مدى أهلية قطر لاستضافة المونديال، معظمها يتعلق بمدى توافر المشروبات الكحولية للمشجعين الرياضيين، ومدى التسامح مع المشجعين المثليين، وأخيراً وليس آخراً، ما إذا كان سيتم الترحيب بالمشجعين والمشاركين الإسرائيليين فى قطر، إلا أن النقطة الأخيرة بالذات لا يبدو أنها تثير قلقاً واسعاً، فعلى العكس من الإمارات العربية المتحدة التى رفضت السماح للاعبة تنس إسرائيلية بالمشاركة فى بطولة دبى للتنس فى فبراير 2009، فتحت قطر ذراعيها مرحبة بنفس اللاعبة فى بطولة قطر المفتوحة للتنس، لتصبح بذلك أول لاعبة إسرائيلية تشارك فى إحدى البطولات المقامة فى دولة خليجية».