بعد 47 عاما على رحيله.. حلم مارتن لوثر كينج لم يتحقق

بعد 47 عاما على رحيله.. حلم مارتن لوثر كينج لم يتحقق
"نحن لا نصنع التاريخ، بل التاريخ هو الذي يصنعنا"، "الفصل العنصري جريمة زنا محرمة بين الظلم والخلود"، "الحب هو القوة الوحيدة القادرة على تحويل عدو إلى صديق"، ربما تكون تلك هذه من أبرز العبارات التي رددها الزعيم الأمريكي مارتن لوثر كينج، الذي قضى حياته بأكملها يسعى في سبيل الحرية وحقوق الإنسان.
مارتن لوثر كينج زعيم أمريكي من أصول إفريقية، كان يدعى مايكل، لكنه غير اسمه إلى مارتن كاسم والده، ولد بـ"أتلانتا - جورجيا" في 15 يناير 1929، ولم تكن حياته خالية من النضال والتفوق والحركات السياسية، لكن كانت لبشرته السوداء الفضل فيما يُذكر وراء اسمه حتى الآن.
كانت أتلانتا، من أشهر المدن التي تعج بأبشع مظاهر التفرقة العنصرية، لذلك كان يقف الطفل مارتن عاجزًا عن تفسير: "لماذا ينبذه أقرانه البيض؟ ولماذا الأمهات تمنعن أبناءهن عن اللعب معه؟"، لكنه فهم معنى الحياة، ولم يؤثر ذلك عليه بل دفعه للنجاح ليثبت أنه ليس بأقل من هؤلاء.
والتحق بالجامعة في آخر 1942، وفي العام 1947 تم تعيينه مساعدًا في كنيسة أبيه، وصار وزيرًا للمعدانيّة، ثم حصل على درجة البكالوريوس في الآداب في 1948، ولم يكن تجاوز 19 عامًا، وحينها التقى بفتاة سوداء تدعى "كوريتاسكوت"، وتم زفافهما 1953، ثم حصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة بوسطن، وفي العام 1951 حصل على بكالوريوس في اللاهوت، ثم درجة الدكتوراه في التخصص نفسه 1955.
ونجح مارتن، في العام 1954 في الدعوة لمقاطعة شركة الحافلات التي كان يمثل الركاب السود 75% منها بسبب تفرقتها بين البيض والسود، واستمرت تلك المقاطعة عامًا كاملًا، وألقي القبض عليه في 1955 ليؤثر ذلك الحادث فيه بعمق، خاصةً بعد وضعه مع مجموعة من السكارى، لكنه أفرج عنه بعد ذلك.
وبعد حادث الاعتقال وأثناء خطبة مارتن بين أنصاره داعيًا لنبذ العنف ومحاربة التفرقة، فوجئ بقنبلة ألقيت على منزله وكاد خلالها أن يفقد أسرته، لكنه قابل ذلك بجملة واحدة "دعو الذعر جانبًا إننا لا نعمل للعنف".
ثم جاء اعتقاله الثاني بتهمة إعاقة العمل دون سبب قانوني، ومكث في السجن فترة حتى لجأ بعض النساء لتقديم شكوى للمحكمة الاتحادية التي أصدرت حكمها بعدم جواز التفرقة؛ لينال بذلك لوثر كينج أولى الحقوق التي ناضل من أجلها.
وفي يونيو 1957 أصبح مارتن لوثر كينج أصغر شخص وأول قسيس يحصل على ميدالية "سينجارن"، التي تمنح سنويًا للشخص الذي يقدم مساهمات فعالة في مواجهة العلاقات العنصرية، وكان في السابعة والعشرين من عمره.
بهذه المناسبة وأمام نصب "لنكولن" التذكاري وجه كينج خطابه الذي هاجم فيه الحزبين السياسيين الرئيسيين (الجمهوري والديمقراطي) وردد جملته الشهيرة: "أعطونا حق الانتخاب"، ونجحت مساعيه في تسجيل خمسة ملايين من الأمريكان ذو الأصول الأفريقية في سجلات الناخبين في الجنوب.
بعد شهر واحد من الحصول على هذا الحكم وقبل أن يحصل لوثر كينج على حق الانتخاب، تعرض إلى نسف منزله بالديناميت على أيدي "البيض".
وتعلق مارتن بطريقة وحياة وأفكار الزعيم الهندي غاندي، وعندما زار مارتن الهند في 1959 قابل السياسي الهندي "جواهر لال نهرو" و"غاندي" والعديد من المؤمنين بالنضال السلمي، وهناك تحولت عقيدته من محاربة البيض إلى نبذ الكره والظلم.
وفي 1963 نظمت أكبر مظاهرة في تاريخ الحقوق المدنية اشترك بها 250 ألف شخص منهم نحو 60 ألفًا من البيض حول نصب "لينكولن" التذكاري، وهناك ألقى مارتن أشهر خطبه "لدى حلم" التي قال فيها: "لدي حلم بأن يوم من الأيام أطفالي الأربعة سيعيشون في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم".
وفي 1964 صدر قانون الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي العام نفسه أطلقت مجلة "تايم" الأمريكية على كينج لقب "رجل العام" فكان أول رجل من أصل إفريقي يمُنح هذا اللقب، ثم حصل في 1964 على جائزة نوبل للسلام لدعوته إلى اللاعنف، وكان عمره 35 عاما، فكان بذلك أصغر رجل في التاريخ يفوز بهذه الجائزة.
حتى هل عليه ذلك اليوم 4 أبريل 1968، كان يقيم مارتن بموتيل لوريان في ممفيس بالولايات الأمريكية المتحدة، عندما أطلق عليه "جيمس إرل أي" النار في شرفة غرفته، لينهي بذلك حياة الزعيم المناضل الباحث عن الحرية ونبذ العنف بطلقة واحدة.