بناء الإنسان.. تحدٍّ يجمعنا

لينا مظلوم

لينا مظلوم

كاتب صحفي

أكد المستشار محمود فوزى، رئيس الحملة الانتخابية للمرشح السيد عبدالفتاح السيسى، خلال استعراض عمل الحملة سواء فى لقاءاتها الجماهيرية أو على وسائل الإعلام المختلفة، أن أولويات رؤية المرشح السيد عبدالفتاح السيسى للمرحلة المقبلة هى مرحلة بناء الإنسان، مضيفاً أن التسع سنوات الماضية شهدت نهضة فى جميع القطاعات التى تشكل القاعدة الأساسية الداعمة لبناء مواطن على نفس درجة الوعى، كما ظهرت فى الإقبال الكثيف من مختلف شرائح وطوائف الشعب على لجان الانتخابات الرئاسية، وحرص الجميع على ممارسة حقوقهم الدستورية والمشاركة فى بناء مستقبل الوطن.

وقد أطلقت قطاعات الدولة عدة مبادرات خدمية، سواء فى مجال الصحة والإسكان، للتخفيف من أعباء الأسر من كل قرى مصر عبر تقديم ما يعينهم على المعيشة وتوفير ما يضمن لهم دخلاً ثابتاً، وإدخال الخدمات التى توفر لهم مستوى إنسانياً، مثل المياه الصالحة للشرب، الكهرباء، الصرف الصحى وكافة ما يضمن للمواطن البسيط حياة كريمة.

سارع البعض خلال الأعوام الماضية معبراً بصيغة تحمل الكثير من التذمر للنهضة الكبيرة التى حدثت فى البنى التحتية الأساسية، لعل أبرزها الطرق والكبارى، والتساؤل هنا لم يسبقه حتى مراجعة سبب مواكبة خطة العمل الكثيف والمستمر فى هذا المجال وما تشمله من عائدات إيجابية على مختلف قطاعات المجتمع.

أولاً: مع سعى الحكومة المكثف إلى تشجيع الاستثمار بكل ما يحمله هذا التوجه من تسهيل الإجراءات القانونية والخدمات لكل مستثمر -سواء كان مصرياً أو أجنبياً- فإنه من المؤكد أن استقطاب المستثمرين لإقامة مشاريع أو مصانع أياً كانت طبيعتها، سواء كانت مخصصة للتصدير أو للتسويق داخل مصر تشترط من جانب أى مستثمر توفير وسائل نقل جيدة سواء للخارج عبر الموانئ أو لنقل المنتج داخل مصر.

هذه المشاريع والمصانع الضخمة بدورها تتطلب تشغيل نسب كبيرة من الشباب فى مختلف الوظائف ما يعود إيجابياً على عدد هائل من الأسر، وبفضل هذا المسار انخفضت نسبة البطالة، رغم الزيادة السكانية، حيث كانت فى عام 2014، 13% لتصبح اليوم 7% هناك أيضاً دور المشروعات القومية، على سبيل المثال لا الحصر، مدينة العلمين الجديدة والعاصمة الجديدة، التى استوعبت عمالة مصرية من كل المجالات. والتى تمثل وفق شهادات أكبر رجال المال والاستثمار فى الدول العربية فرصاً مضمونة العائد للاستثمار.

قليل من المراجعة المنطقية سيكشف أن التوسع فى نهضة البنى التحتية الأساسية ليس مجرد «ديكور»، إذ هى تفتح أبواب الرزق أمام عائلات ومشاريع صغيرة لا حصر لها وأن جولات الرئيس عبدالفتاح السيسى الأسبوعية لتفقد سير العمل فى مشروعات ربط كل قرية فى مصر بشبكة طرق، إنما هى أيضاً تشجيع للصناعات المختلفة فى القرى والمدن، مثل الأثاث فى دمياط والمنسوجات فى سيوة التى تلقى إقبالاً كبيراً فى الدول الغربية والعربية، بالإضافة إلى غيرها من تلك النوعية من المشروعات.

إن مجرد الاكتفاء بالتعبير عن الأزمات الاقتصادية لن يحقق أى نتائج على أرض الواقع.. ولا شك أن حلول هذه الأزمات تتطلب آليات جادة للعمل على فتح آفاق تشجيع الاستثمار وفتح أبواب فرص العمل أمام الجيل المقبل.

لا تقتصر رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى فى استكمال ما قدمه فى الأعوام الماضية على الشق الاقتصادى، فرؤيته تشمل تنمية الشباب وتمكينهم عبر برامج التدريب المختلفة على القيادة والتواصل مع التجارب السياسية الدولية.

بناء الثقافة السياسية للإنسان المصرى هى إحدى أهم الركائز التى يعتمد عليها مستقبل مصر السياسى والأمنى بعدما دفعت ثمناً باهظاً نتيجة التخبط والاندفاع الحماسى الذى كاد يودى بمصر إلى متاهات خطيرة لولا يقظة الشعب ودعم الجيش للقرار الشعبى المصرى.

أما المشهد السياسى، فقد شهدت الأعوام الماضية، تحديداً بعد القضاء على الإرهاب، انفتاحاً غير مسبوق على مختلف التوجهات والأحزاب بكل تياراتها، وهو حوار لا سقف له ولا حدود يقف عندها باستثناء الصالح الوطنى.

لعل أدق تصريح لوصف الحياة السياسية الآن ورد ضمن خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى: «الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية»، وهو مناخ سياسى يضع على السادة المرشحين: فريد زهران، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى وحازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهورى، وعبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، مسئولية هامة بعد أن أعطى ترشحهم جرعة حياة للتيارات المعارضة والمدنية والأحزاب ومساحات حرية الرأى.

لقد فُتحت أمام هذه القوى مجالات بلا حدود لطرح الرؤى والحلول الجادة وعرضها للمناقشة فى مجلس النواب أو جلسات الحوار الوطنى، لذا فإن الآن هو وقت تجمُّع هذه القوى لتشكيل ثقل سياسى موازٍ يثرى الحياة السياسية ويواكب الانفتاح على حريات التعبير أمام مختلف الآراء الوطنية وهو المنتظر، وفق تأكيدات ممثلى الحملات الانتخابية للسادة المرشحين حول عزم مرشحيهم توسيع قواعد كل من هذه الأحزاب للبناء على ما حققته فى الانتخابات الرئاسية.