"الحياة اللندنية": الظواهري يفكر في حل "القاعدة"

"الحياة اللندنية": الظواهري يفكر في حل "القاعدة"
أفادت صحيفة "الحياة" اللندنية، بأن معلومات انتشرت أمس، عن اتجاه زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، إلى إبلاغ فروع تنظيمه حول العالم، بأنها باتت في "حل من البيعة".
وأوضحت "الحياة"، أن الظواهري بقراره، يفسح المجال أمام التنظيم للتوحد مع جماعات أخرى محلية، أو حتى للانضمام إلى تنظيم "داعش" بزعامة أبوبكر البغدادي.
وأشارت الصحيفة، إلى أن خطوة الظواهري ستطوي - إذا حدثت - "صفحة القاعدة"، والتنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن عام 1987 في أفغانستان، وجعل منه خلال سنوات قليلة أكبر تهديد إرهابي للولايات المتحدة وحلفائها من الدول الغربية وحتى لدول عربية.
وقال أيمن دين، العنصر السابق في "القاعدة"، وجاسوس للاستخبارات البريطانية، لـ"الحياة" اللندنية، إن "جبهة النصرة" فرع "القاعدة" في سوريا، أبلغت حركة "أحرار الشام الإسلامية" وجماعات إسلامية أخرى في سوريا، أنها تنوي الانفصال عن "القاعدة" في شكل منظّم، ووفق خطة معدة مسبقًا، انطلاقًا من أن "القاعدة نفسها ستعلن حل نفسها في وقت لاحق هذه العام".
وتابع دين، الذي لا يزال على علاقة مع جهاديين رغم انشقاقه عن "القاعدة" في نهاية التسعينات، بسبب غلوها في الدماء، حسب قوله، إن مصادر في "أحرار الشام"، تقول إن حلفاءهم في جبهة النصرة، أبلغوهم أن زعيم القاعدة أيمن الظواهري سيتخلى عن سلطاته أو ما تبقى منها، على فروع التنظيم عالميًا وسيحلّها من البيعة له.
وأضاف أن هذه الخطو، تأتي ردًا على تنامي قوة "داعش" في العراق وسوريا ومصر وليبيا ونيجيريا، إضافة إلى قيامها بخرق في داخل اليمن، وأشار إلى أن الارتباط بـ"القاعدة" بات يشكل عبئًا على فروع التنظيم الغارقة في نزاعات محلية، مثل ما يحدث مع "النصرة" في سوريا، و"القاعدة في جزيرة العرب" في اليمن.
واعتبر دين، أن فك الارتباط مع القاعدة، سيفتح المجال أمام "النصرة" لعقد تحالفات مع جماعات جهادية أخرى في سوريا، وسيعيد طرح مشروع "إقامة إمارة" في شمال سوريا، بعد سقوط مدينة إدلب في أيدي تحالف للجهاديين آخر الشهر الماضي.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يُطرح فيها حديث عن إمكانية انفصال "النصرة" عن "القاعدة"، إذ سرت معلومات في هذا الإطار قبل أسابيع، فيما أصدرت "النصرة" بيانًا نفت فيه نيتها القيام بذلك.
ولم يُشر أمير "النصرة" أبومحمد الجولاني، في كلمته بمناسبة تحرير "إدلب" إلى نيته إقامة إمارة فيها، لكنه تحدث عن ضرورة تحكيم الشريعة فيها، متمسكًا بمواصلة العمل في إطار التحالف مع جماعات جهادية أخرى، كما حصل في عملية الهجوم على إدلب بقيادة "جيش الفتح".
وتولى الظواهري قيادة "القاعدة" عام 2011 خلفًا لـ"بن لادن"، الذي قتله فريق "كوماندوز" أمريكي في "أبوت آباد" بباكستان في مايو 2011.
وسعى الظواهري، إلى توسيع رقعة انتشار التنظيم، بإعلانه قيام فرع رسمي له في الصومال "حركة الشباب" عام 2011، وإطلاق فرع آخر في شبه الجزيرة الهندية في سبتمبر 2014، لتُضاف إلى فروع أخرى لـ"القاعدة" حول العالم، أبرزها في جزيرة العرب والمغرب الإسلامي وسيناء "أنصار بيت المقدس"، وسوريا "جبهة النصرة"، لكن الفرع السوري تحديدًا كان السبب الرئيسي كما يبدو، في تفكك القاعدة وانهيارها بدل توسعها وزيادة قوتها.
وأشارت "الحياة" اللندنية، إلى وقوف الظواهري إلى جانب الجولاني في نزاعه مع البغدادي، وطلب من الأخير الانكفاء إلى العراق وترك الشأن السوري لـ"النصرة"، الأمر الذي رفضه البغدادي وردّ عليه بإزالة "حدود سايكس بيكو" بين العراق وسوريا، مؤسسًا تنظيمًا يشمل الدولتين باسم "داعش"، التي حوّلها إلى خلافة في يونيو 2014.
ومنذ ذلك التاريخ، نجح البغدادي في جذب جماعات عدة كانت محسوبة على فروع "القاعدة" في العالم العربي، وأخذ منها مبايعات وكافأها بتسليمها "ولايات" تابعة لـ"دولة الخلافة"، مثل ولايات ليبيا الثلاث "طرابلس وبرقة وفزان"، وولاية سيناء ومجموعة "جند الخلافة" المنشقة عن فرع "القاعدة" المغربي في الجزائر.