"حبيبة" فقدت "الرحم" بخطأ طبى فأصبحت "أماً" لأطفال المنطقة

كتب: شيرين أشرف

"حبيبة" فقدت "الرحم" بخطأ طبى فأصبحت "أماً" لأطفال المنطقة

"حبيبة" فقدت "الرحم" بخطأ طبى فأصبحت "أماً" لأطفال المنطقة

60 يوماً استقر فى رحمها جنين دون أن تعلم، حملت فيه لقب «الأم» التى كانت تتمناه طوال 4 سنوات مع زوجها، لكن اللقب سقط عنها للأبد، والفاعل «خطأ طبى» أفقدها «الضنا والأمومة» معاً، بعد تعرضها لحالة إجهاض سقط فيها جنينها، وسقط معه حلم الأمومة، باستئصال الرحم نتيجة خطأ، أودى بحلمها وحملها. «حبيبة» وهبت نفسها لإسعاد أطفال بسطاء فى منطقتها فى فيصل، يعيدون إليها سيرة الأم، ينادونها «ماما حبيبة»، وهى تتكفل بهم وترعاهم كأنهم أبناؤها: «حياتى كلها بقت متعلقة بيهم، سبت الشغل وبقيت عايشة عشان أفرحهم، بخرج أنا وجوزى على طول وناخدهم معانا فى كل مكان، كأنهم ولادى، وكل فترة بشترى ليهم هدوم وببقى عارفة مقاساتهم بالملى، من كتر حبى فيهم». تستمتع بسماع ضحكاتهم البريئة، تطير فرحاً بنداء «ماما»، تشغف بالنظر إلى نظرات عيونهم المحدقة إلى الهدايا والألعاب التى لا تتوقف عن شرائها لهم: «سعادتهم اللى بشوفها فى عيونهم أول ما بنخرج ونلعب مع بعض أو أجيب ليهم هدوم جديدة بتخلينى أسعد منهم، لأنهم أطفال ملهمش أى ذنب ميفرحوش، ومن قبل ما ربنا يكتب ليا إنى ما بقاش أم، كنت دايماً براعيهم، بس زاد تعلقى بيهم أكتر من بعد اللى حصل». لا تحمل «حبيبة»، التى تخطت عامها الـ28، أى غضب فى قلبها لما تسميه «قضاء الله وقدره»، فتقول: «يمكن رسالة من ربنا، عشان أهتم بالأطفال الغلابة أكتر، وأكون سبب لسعادتهم فى الدنيا، وما حدش عارف فين الخير، وكفاية عندى فرحتهم وسعادتى لما بسمع منهم كلمة ماما اللى اتحرمت منها».