"تهوين وتجاهل".. شعار إعلام الدولة الرسمي لتغطية أحداث الإرهاب بسيناء

كتب: محمد متولي ومحمود عباس

"تهوين وتجاهل".. شعار إعلام الدولة الرسمي لتغطية أحداث الإرهاب بسيناء

"تهوين وتجاهل".. شعار إعلام الدولة الرسمي لتغطية أحداث الإرهاب بسيناء

"التهوين من الأمر".. شعار ربما فرض نفسه على تغطية إعلام الدولة الرسمي ممثلًا في التلفزيون المصري ووكالة الأنباء الرسمية للأحداث الإرهابية الأخيرة التي جرت بسيناء خلال الفترة القليلة الماضية، لوجود تضارب ملحوظ بين الأعداد التي تخرج عن الإعلام الرسمي فور حدوث تلك العمليات وما تعلنه بعض القنوات الفضائية الأخرى نقلًا عن جهات رسمية في الدولة. التغطية الإخبارية للتلفزيون المصري ووكالة الأنباء الرسمية للعملية الإرهابية التي جرت اليوم بمنطقة الشيخ زويد كانت من خلال نبأ عاجل يفيد بتمكن قوات الأمن من تصفية 15 عنصرًا إرهابيًا حاولوا استهداف 4 كمائن أمنية بالمنطقة، ما أسفر عن استشهاد 5 من عناصر الأمن، بينما نقلت الوكالة الرسمية للدولة في آخر إحصائية لعدد الوفيات والمصابين وفاة 4 أشخاص وإصابة 19 آخرين بينهم أطفال تتراوح أعمارهم من سنة إلى 11 عامًا، وذلك بين صفوف الأهالي من المدنيين القاطنين بالقرب من موقع الهجمات، في الوقت الذي أعلن فيه الدكتور طارق خاطر، وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء، أن التفجيرات الإرهابية التي استهدفت 4 كمائن أمنية، اليوم، أسفرت عن استشهاد 18 مجندًا وإصابة 34 آخرين بينهم مدنيين، وهو ما لم يشر إليه إعلام الدولة الرسمي. لم تكن تلك الواقعة هي الأولى التي تشهد تهوينًا من إعلام الدولة الرسمي، واقتصرت تغطية التلفزيون المصري للتفجيرات الإرهابية التي شهدها محيط مديرية أمن شمال سيناء، مساء 29 يناير الماضي، على نبأ عابر يفيد بوقوع الانفجارات التي هزت منطقة العريش بشمال سيناء، ثم مداخلة مع مراسله في العريش الذي أكد الخبر دون الإشارة إلى وقوع أية إصابات أو قتلى، ثم مداخلة أخرى مع نقيب الأطباء بشمال سيناء الذي أكد عدم توارد أية أنباء عن وجود قتلى جراء الانفجارات، في مقابل تناول كافة القنوات الفضائية لنبأ ارتفاع حصيلة القتلى في العملية الإرهابية إلى ما يزيد عن 20 شخصًا وإصابة العشرات، نقلًا عن وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء وهيئة الإسعاف والمتحدث الرسمي باسم الوزارة. التجاهل لم يغب عن تغطية التليفزيون المصري للأحداث الإرهابية الأخيرة بسيناء، فها هو التليفزيون المصري يستكمل برامجه بشكل طبيعي عقب تفجيرات مديرية أمن شمال سيناء في يناير الماضي ويعرض حلقة نقاشية عن المؤتمر الاقتصادي تستمر لساعتين دون الإشارة للعملية الإرهابية، وهو الأمر الذي تكرر مع هجمة اليوم التي لم تشهد مساحات واسعة من تغطية التلفزيون المصري لما يقرب من يوم كامل عقب حدوثها. الخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز أكد في هذا الصدد، أن المواطنين يجدون تضاربًا في الأرقام من الجهات المختصة بشأن أعداد الضحايا أو تفاصيل العملية، بسبب أن السلطات تعطي تقليديًا تقديرات معينة لأعداد الضحايا تراعي فيها عدم الإضرار بالروح المعنوية للجمهور بشأن الحادث. عبدالعزيز قال لـ"الوطن"، إن مقتضيات الفترة الحالية تتطلب أن تكون الأرقام التي تعلنها الجهات المختصة شفافة والإعلان عن التفاصيل بشكل دقيق، مضيفًا أن وسائط الاتصال الحالية ووسائل التواصل الاجتماعي لم تترك المساحة للتحكم في إعلان حصيلة المواجهات الأمنية، مؤكدًا أن تلك الشفافية ستعزز ثقة المواطنين في بيانات الجهات المختصة. وشدد الخبير الإعلامي على أن التهوين من نتائج العمليات سيجلب رد فعل سلبي، خاصة مع وجود مصادر كثيرة للإعلان منها مصادر الجماعات الإرهابية، موضحًا أن هناك خطأ جوهريًا فيما يتعلق بتغطية وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية للأحداث الإرهابية، مشيرا إلى انها تستقي الأنباء الخاصة بالعمليات من جهة واحدة في الأغلب، وتنقل أنباء خطيرة عن محصلة تلك العمليات أو مسارها من خلال مصادر مجهلة، وحينما يحصل على تلك الأخبار يقدمها للجمهور بوصفها حقائق ثابتة.