لم يرضَ عنها بالبداية.. صدفة قادت معتز عزايزة لتوثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي

لم يرضَ عنها بالبداية.. صدفة قادت معتز عزايزة لتوثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي
يحمل كاميرته بيديه وكأنه جندي مقاوم يحمل سلاحه بوجه العدو، يتنقل بين مواقع القصف وهو يوثق كل ما يحدث من مجازر وجرائم الاحتلال على أرضه، دون أن يهاب الموت، أو يخشى الإصابات، معتز عزايزة، صوت وعين غزة على العالم، عرفه الجميع بمقطع فيديو وهو يتفاجأ باستشهاد عائلته أثناء تغطيته أيام الحرب الأولى عقب طوفان الأقصى، فهزَّت دموعه الجميع، وتابعه الرواد وهو يشيب شعر رأسه من هول ما يراه يوميًا، فتبدلت ملامحه، وباتت تكبر عمره أضعاف العقود، لكنه لم يخُن وطنه حتى بالتكاسل، لا يمل ولا يكل من توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي، مُترجمًا إياها باللغة الإنجليزية لتصل للعالم الغربي.
صدفة قادت معتز عزايزة لتوثيق جرائم الاحتلال
صدفة أو لعبة القدر، كانت تُعد معتز عزايزة ليصبح أكثر المصورين الفلسطنيين انتشارًا، ربما لم يكن يرضى عنها بالبداية لكنها كانت أولى خطواته على درج نجاحه، إذ وضعه التنسيق لدراسة الترجمة، ومعرفة مهارات التصوير دون أن يرضى عنها مُطلقًا بالبداية، لكنها جعلته عين غزة على العالم اليوم.
منشور يعود لأربعة أعوام مضت يسرد فيه «عزايزة» كيف درس الترجمة بصعوبة، وهوى التصوير، بات يضج بمواقع التواصل الاجتماعي اليوم من جديد إذ وجده البعض أنه لعبة القدر ليكون ما عليه اليوم.
ودوَّن «عزايزة» عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» في 2019، قائلا: «دخلت الجامعة بعام 2016 واليوم أنا سنة رابعة وقريب من التخرج، درست لغة إنجليزية فرع ترجمة وعشان أكون صريح مع نفسي أنا بأعتبر حالي لحتى الآن ما درست الإشي يلي بدي إياه، خلصت ثانوية عامة وصار لازم أسجل بالجامعة، طب يلا ندور على تخصص تلاقي نفسك فيه».
رحلة معتز من الترجمة لهواية التصوير كانت أكثر ما زاد شغفه: «قعدت أدور بالتخصصات الموجودة ما لقيت الإشي يلي بعتبروا مناسب إلى لقيت الترجمة ممكن أحكي إنه اسمها جذبني لا أكثر ومش ندمان إني دخلتها»، مستطردا: «أنا مش شخص نمطي أو يلي ياخد ملزمة ويحفظها وييجي يكتبها بورقة وفكت، صحيح لا أنكر إنه معدلي التراكمي مش عالي لكن دائما ببحث عن الفائدة الفعلية وكل هاد بالممارسة اكتسبته».
وتابع قائلا: «برضو ما أنسى أحكي إنو الدنيا ومعاشرتك للناس أكبر مدرسة وأحسن مدرسة لك»، موضحا: «محاولة إنك تتعب على نفسك بالبلد هاد اسمها بس تعب بس برضو ما بينفع تضلك قاعد ونايم، لازم تتعب على حالك، ولحتى الآن ما استفدت من دراستي بالجامعة قد ما استفدت من مهارتي بالتصوير يلي بعتبرها الإشي الأهم والأساسي يلي بدي أركز عليه بحياتي».
عبرة وعظة سردها المصور الفلسطيني تشبه النبوءة التي وصلت به على ما هو عليه الآن: «لو كانت لغة بس بدون مهارة كان ما نفعت ولو كانت مهارة بدون لغة أخرى برضو ما كان نفعت، لذلك حاول تتعلم كلشي وتتقن أي شيء بتقدر عليه، وبرضو ما حسيت شعور الفشل لما كان معدلي كتير واطي أول ما بديت بل بالعكس حسيت إنه عادي لأنه مش هاد الإشي يلي مفروض أنا فيه».