الأميرة رشا يسري تكتب.. خروج المواطنين في الانتخابات أساس لمصر قوية

يتردد على مسامعى هذه الأيام أغنية «علّى صوتك بالغُنا» للفنان محمد منير، التى كانت أغنية فيلم المصير للمخرج العالمى يوسف شاهين، ربما لأنه حان وقت إعلاء الصوت والإدلاء به فى صناديق الاقتراع.

فإذا كنت ترى أن هناك أهمية لصوتك حينما تثنى بعبارات الشكر لزوجتك وأنت تقول لها «تسلم إيدك يا ست الكل»، أو تقول لابنك محذراً إياه «انتبه» أثناء عبوره لشارع تسير فيه السيارات مسرعة، فإن صوتك الآن تتضاعف أهميته، فإذا طرحنا تساؤلاً مهماً لماذا تُعد مشاركة المواطنين فى انتخابات رئاسة الجمهورية أمراً ذا أهمية بالغة؟ ببساطة لأن هذه المشاركة هى الأساس الديمقراطى الذى يحدد مستقبل الدولة. ولذلك يتجلى فى هذا الاستحقاق وعى الشعوب فى إدراكها للأمور السياسية وتأثيرها على حياتهم، وتكون الانتخابات منبراً حيوياً لتعبيرهم عن آرائهم.

حيث تسهم المشاركة الشعبية فى تعزيز الشفافية ونزاهة العملية الانتخابية، وتجسد دور الشعب الفعّال فى اختيار قائدهم، الذى يعكس تطلعاتهم ويحافظ على مكتسباتهم ويعمل على تحقيق المصلحة العامة، وهذا يعكس روح المسئولية التى تعتبر أساساً لاستقرار المجتمعات وتقدمها على الصعيدين الوطنى والدولى، تعتبر مشاركة الشعوب فى الانتخابات إشارة إلى القوة الحقيقية للأمم، إذ تعزز هذه المشاركة الصورة الواضحة للعالم حيال مدى إيمان الشعب باستحقاقاته والمشاركة فيها. فقد قام المصريون فى الخارج بملحمة حقيقية أثبتت وعيهم لدورهم وعدم تفريطهم فى حقهم الدستورى، فقد أعطوا درساً حقيقياً أمام العالم فى الانتماء وحب الوطن والحرص عليه، وذلك حينما تدفق الآلاف من المواطنين المصريين المقيمين فى الخارج فى الأيام الأولى من هذا الشهر وعلى مدار ثلاثة أيام للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية داخل السفارات المصرية فى عرس ديمقراطى يفتخر به القاصى والدانى من المصريين.

وفى هذا السياق، يُعد التفاعل الإيجابى مع العملية الانتخابية بمثابة رسالة قوية تؤكد إيمان الشعب بأنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فى تشكيل مستقبله، هذه الرسالة التى لها أهمية خاصة فى هذه المرحلة التى يمر بها العالم بشكل عام والمنطقة بشكل خاص.

وحتى يقف الشعب على أهمية الخروج للصناديق فإنه بذلك لا يدعم الرئيس المنتخب، بقدر ما يزيد من قوة مصر أمام العالم خاصة فى هذا الجانب، فالرئيس الذى يجلس على مقعد الحكم بانتخابات تحرص فيها الجماهير على المشاركة إنما توجه رسالة للعالم بأن هذا الرئيس نتاج شعبى، وأن شعبه يقف خلفه بقوة، وهو أمر غاية فى الضرورة خلال هذه الفترة المهمة من تاريخ مصر والمنطقة، مع المخاطر التى تحاصر مصر من جهاتها الأربع، السودان وما يجرى فيه من اقتتال، وليبيا وما جرى ويجرى لها من محاولات لجعلها مرتعاً لقوى المنطقة والعالم، والوضع شديد الحساسية على الحدود الشرقية مع إسرائيل، وتوترات لم تشهدها مصر منذ 50 عاماً مضت.

إن لصوتك أهمية مضاعفة فى هذه المرحلة التى يمر بها العالم، كما أنه استحقاق دستورى مهم بشكل عام وبشكل خاص للمصريين، الذين ما يضعون شيئاً نصب أعينهم ويرغبون فى تحقيقه إلا ونجحوا وأبهروا العالم.

صوتك أمانة لا شك فى ذلك، وهى فرصة حقيقية للمشاركة الفعالة، ووضع مصر فى نصابها الحقيقى بين الشعوب، فالدولة المصرية الجديدة جديدة فى كل شىء.. فقم ملبياً لهذا النداء الدستورى، فسيصبح ما تفعله اليوم ذكرى طيبة أمام أبنائك وأحفادك تتباهى به يوماً ما وتروى لهم المواقف التى صنعت قوة مصر.

وأخيراً تشهد الدولة المصرية تيسيراً غير مسبوق تقدمه لكل المواطنين الراغبين فى الإدلاء بأصواتهم.. وما عليك إلا أن تُسمع لنا صوتك.