«حجاج العزب» ينقش على الحجر ويبهر السياح في شرم الشيخ بخريطة فلسطين

كتب: داليا منير

«حجاج العزب» ينقش على الحجر ويبهر السياح في شرم الشيخ بخريطة فلسطين

«حجاج العزب» ينقش على الحجر ويبهر السياح في شرم الشيخ بخريطة فلسطين

جاء «حجاج العزب حسان»، ابن مدينة القرنة بمحافظة الأقصر، لمدينة شرم الشيخ منذ 20 عاما، ليطلق العنان لحرفته اليدوية التي تعلمها وورثها من أبيه وجده، ليحتضن بأدواته اللوحة الحجرية، ويحولها لقطعة فنية مميزة، بخطوط بارزة وغائرة وألوان زاهية.

أصول النقوش الحجرية

يقول حجاج العزب، إنه مهنة النحت عرفت منذ القدم؛ إذ أن القدماء المصريين كانوا ينقشون رسوماتهم على جدران المعابد والمقابر بالكتابة الهيروغليفية، التي تعبر عن الأسر القديمة والتاريخ الفرعوني والطقوس الدينية، موضحا: «وأنا أنتمي لصعيد مصر التي تشتهر بوجود تلك الآثار، التي نبع منها إحساسنا بفن النقش على الحجر، خاصة أن له أصول تاريخية توارثناها عبر أجدادنا».

وأضاف «حجاج» في حديثه مع «الوطن»، أنه بلغ من العمر 39 عاما، ولم يلتحق بدراسة فن النقش على الحجر بأي مؤسسة، لكنه اكتسب الخبرة من أجداده، وحصل على تشجيع والده حتى أحب المهنة، وطور من نفسه ليبدع فيها.

وأوضح: «لدي ولد أنتظر حتى يكبر لأعلمه المهنة حتى لا تنقرض، فحينما قدمت لمدينة شرم الشيخ وجدت إقبالا كبيرا من السياح بمختلف الجنسيات، يطلبون مني نقش أسمائهم باللغة العربية، خاصة كتابة جملة شرم الشيخ بجوار أسمائهم، حتى يخلدوا زيارتهم للمدينة، ومنهم من يطلب كتابة اسمه باللغة الهيروغليفية ومن دواعي سروري حينما يشتري السياح أعمالي، خاضة أني أجيد نحت التماثيل أيضا، فمن خلال عائلتنا نقسم الفن ما بين العاملين بالتماثيل والفازات واللوح الحجرية».

أدوات النقش على الحجر

وأشار ابن الصعيد، إلى أنه يستخدم حجر المرمر الذي يجلبه من منطقة تبعد عن وادي الملوك في الأقصر بحوالي 100 كيلو متر، عن طريق الجمال والحمير، ونقطعه بالمنشار على شكل ألواح بمقاسات مختلفة، ثم أرسم عليه بالقلم، ثم تأتي مرحلة الحفر بالمعدات الخاصة بالنحت، وهي عبارة عن «الأزميل والمطرقة والمبرد والمنشار».

ولفت إلى أنه يوجد نوعين للحفر على الأحجار، هما «الغائر والبارز»، مشددا على أن اللوح الحجرية مقاومة للمخاطر والزمن، خاصة عندما تلون بألوان لا تتاثر بالمياه والشمس، وكلما تعرضت للمياه زاد بهاء ألوانها، وهنا نجد سر خلطة الألوان الثابتة التي توارثناها عن أجدادنا، فهي تتكون من حجارة طبيعية.

أبرز لوحات حجاج

وأكد حجاج أن هذا الفن لا يقتصر على أنه هواية، لكنه يمتهنه ليصبح بتفاصيله الدقيقة رمزا تعبيريا عن ما حولي، موضحا: «نقشت دعما لأهالي غزة لوحة لخريطة فلسطين وكتابة أسماء مدن فلسطين عليها، ولاقت استحسانا كبيرا من السياح الذين طلبوا مني تكرارها، ومن أحب اللوح إلى قلبي (شجرة الحياة)، وهي ترمز لأصول العائلة، وطورت رسوماتي حينما زادت الجنسيات العربية، بإضافة الآيات القرآنية والرسومات الإسلامية.


مواضيع متعلقة