بروفايل| طارق عبد العزيز «رحيل هادئ»

كتب: نورهان نصرالله

بروفايل| طارق عبد العزيز «رحيل هادئ»

بروفايل| طارق عبد العزيز «رحيل هادئ»

ألم شديد يباغت قلبه الضعيف يجد صعوبة في التقاط أنفاسه وهو يردد: «مش عارف أقف على رجلي»، حالة من الذعر تنتاب الجميع، يلتفون حوله، دقات قلبه تتباطئ وكل المحاولات لا تجدي نفعا، شريط سينمائي طويل يمر أمام عينه في لحظات قليلة، هنا داخل «اللوكيشن» محراب الفن الذي أخلص له طوال حياته، هنا خطت أقدامه للمرة الأولى وجه جديد يبحث عن فرصة، وهنا أثبت نفسه كفنان يمتلك موهبة، وهنا أمتع جمهوره، وهنا أيضا شهد لحظاته الأخيرة تنتهي، بعد ما أعلن القدر كلمته الأخيرة ليرحل الفنان طارق عبد العزيز عن عمر يناهز الـ55 عاما.

تسلل حب الفن إلى قلب الشاب المولود عام 1968 عندما وقف للمرة الأولى على مسرح المدرسة في المرحلة الثانوية، ولكن شكل هذا الحب تفاصيل حياته المقبلة، وهو ما دفعه إلى التحويل من حقوق عين شمس إلى حقوق القاهرة بعد عام واحد فقط، بسبب حبه لفريق المسرح في جامعة القاهرة، وكون هناك صداقات مع عدد من الشباب من بينهم خالد الصاوي وخالد صالح، دون علمهم أن سنوات معدودة من الجهد الشاق تفصلهم عن النجومية.

تخرج «عبد العزيز» في كلية الحقوق عام 1991 محاميا، ولكنه لم يمارس مهنته أكثر من يوم واحد، فروح الفنان الجامح بداخله لم تتقبل طبيعة عمله، وقرر مطاردة حلمه وشغفه بالاتحاق بمعهد السينما لثقل موهبته الخام وتطويعها بالدراسة الأكاديمية.

خطوات عديدة اتخذها الممثل صاحب الوجه الممتلئ الذي منحه الله القبول، ودخل إلى قلوب الجمهور منذ طلته الأولى على الشاشة الكبيرة في تجارب عديدة ما بين «همام في امستردام»، «فيلم ثقافي»، وبدأ يحصل على مساحات أكبر في أعمال جديدة منها «أصحاب ولا بزنس»، «كيمو وأنتيمو» بالإضافة إلى «سيب وأنا أسيب».

«قيمة الإنسان هي ما يضيفه للحياة ما بين ميلاده وموته»، مقولة للكاتب الراحل الدكتور مصطفى محمود، آمن بها «عبد العزيز»، فالطريق أمامه لم يكن ممهدا بشكل كبير وكانت مشاعر الإحباط تنتابه من حين لأخر، فكان يبحث عن التميز ويرفض حصره في أدوار بعينها، واحتاج وقفه مع نفسه، بدأ خلالها البحث عن أدوار مختلفة تقدمه للجمهور بشكل جديد وتناسب حجم الموهبة داخله، ليقدم بعد ذلك مجموعة من الأعمال المميزة في السينما والتلفزيون، ليقدم على مدار مسيرته الفنية التي أخلص فيها لموهبته ما يقرب من 80 عملا، ليظل بهم خالدا في قلوب ووجدان محبيه.


مواضيع متعلقة