مخرج أولاد حارتنا لـ"الوطن": شباب "النور" حاولوا إقناعي بالتراجع.. وكثيرون رفضوا دور "الجبلاوي"

أرجع محمد عبد الفتاح، مخرج ومعد مسرحية "أولاد حارتنا"، السبب وراء تقديم الرواية الأكثر جدلا للأديب العالمي نجيب محفوظ، إلى أن الفترة التي أعقبت الثورة، "بدأت الدولة تتجه للأسلمة ومحاولات الأخونة"، بالإضافة إلى أن شن البعض هجوما شديدا على أدب محفوظ، وخصوصا "أولاد حارتنا"، حيث حرصت فرقة "ميلوفيرينيا"، التي قدمت العرض، على إثبات أن المسرح مازال منفصلا عن الدولة، وأنه لا أحد يستطيع أن يضع قيودا على الإبداع في مصر.[Image_2] وأوضح عبد الفتاح في تصريحات لـ"الوطن"، أن أبطال العمل ومنفذيه، قد داخلهم الخوف والرهبة في البداية، حيث لم يكن أحد منهم يعرف عواقب تقديم العمل، التي أثارت جدلا كبيرا منذ صدورها، حيث منعها الأزهر، وتعرض محفوظ على إثرها لمحاولة اغتيال من أحد الشباب المنتمين للجماعة الإسلامية، ورفضها الإسلاميون وقتها رفضا قاطعا، وصل إلى تكفير كاتبها واتهامه بالإلحاد، بدعوى أنها تجسد سيرة الأنبياء وتتعرض لهم، كما أشاروا إلى أن شخصية "الجبلاوي"، والذي قُتل في نهاية الرواية، هو رمز للإله. وكشف المخرج عن أن بعض الشباب المنتمين لحزب النور السلفي بالمنصورة، قد قابلوه وحاولوا إثناءه عن الفكرة بقولهم "إحنا عايزين نهديك وإنت كده بتأذي نفسك"، واصفين إياه بأنه "مش فاهم حاجة ومغيب"، بحسب ما قال عبد الفتاح. وأكد عبد الفتاح على أن العمل قوبل بالاستحسان من قبل الجمهور والنقاد، مضيفا أنه على الرغم من تخوف البعض من شخصية الجبلاوي، إلا أنهم أدركوا بعد مشاهدة العمل، أنه لا يحتوي على أي إهانة للدين. وقال إن عدد من الفنانين، رفضوا أن يلعبوا دور "الجبلاوي"، عقب قراءتهم للنص، حيث تخوفوا من أن يحمل الدور "حرمانية" ما أو تعرض للدين، كما كانوا يخشون من أن يتلقوا تهديدات من قبل رافضي العمل، لكن الفنان أحمد ضياء، وحده قبل الدور. وأضاف عبد الفتاح أن عدد من الشخصيات العامة كانت تدعم الفكرة، وتواصلت معه خلال التحضير للمسرحية، كان أهمها الدكتور خالد منتصر، والدكتورة نوال السعداوي، والناقدة نادية البنهاوي، والكاتب أحمد خالد توفيق. وعن العروض القادمة للمسرحية، قال إنها عرضت في سمنود والزقازيق وميت غمر، وسوف تعرض في القاهرة والإسكندية قريبا، كما تعرض في الإسماعيلية نهاية الشهر الجاري.