أشرف شرف يكتب: في عيد ميلادها.. ميرفت أمين «ست الفن والجمال»

أشرف شرف

أشرف شرف

كاتب صحفي

في البداية لابد من الإعتراف بأن الكتابة عن من نحب مرهقة جدا ، و في هذا المقال أكتب عن من أحب فنا و إنسانية و جمالا، أكتب عن ميرفت أمين قطة الشاشة بمناسبة عيد ميلادها، في الرابع و العشرين من شهر نوفمبر.

ميرفت أمين التي دخلت السينما من بوابة الجمال، وهي تعترف دائما بذلك، لكنها لم تكتف به، لأنها قررت من الوهلة الأولى أن تكون نجمة من نجمات الصف الأول، بلو أسما كبيرا في عالم الفن السابع.

وعلى الرغم من أن الصدفة وحدها لعبت دورا كبيرا في دخول ميرفت أمين عالم الفن، فهي حكت لي في حوار صحفي سابق معها، أنها ذهبت في إحدى المرات لإستديو"جلال "، برفقة أحد أقربائها والذي كان يعمل في السينما حينها، فرآها النجم الكبير فتى الشاشة أحمد رمزي وأعجب بجمالها، ثم رشحها بدوره لأحمد مظهر نجم مصر الكبير، الذي كان في هذا الوقت يبحث عن وجه جديد لتشاركه بطولة فيلمه الجديد الذي ينوي إنتاجه و إخراجه وتأليفه أيضا و حمل اسم نفوس حائرة، شاركهما البطولة كل من شفيق نور الدين، صلاح نظمي، قدرية كامل، والشقيقتان التوأم لأحمد مظهر وهما إيمان وريهام، هذا الفيلم إنتاج 1968 وكتب النقاد وقتها عن هذا الفيلم تحديدا أن مظهر حاول من خلاله جمع كل مواهبه الفنية ، من كتابة، إنتاج، إخراج، وفروسية.

والصدفة أيضا لعبت دورا آخر في حياتها، حيث أن مدير تصوير الفيلم وحيد فريد، الذي أخذها من يدها و ذهب معها لمنزل العندليب عبد الحليم حافظ في الزمالك، ليراها لأول مرة ، لتشاركه فيما بعد بطولة فيلمه الشهير أبي فوق الشجرة، مع النجمة الكبيرة نادية لطفي، وإخراج حسين كمال، إنتاج 1969.

ميرفت أمين التي غنى لها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ يا خلي القلب في هذا الفيلم الشهير والأكثر جماهيرية في مشواره صناعه ، من كلمات مرسي جميل عزيز، ألحان محمد عبد الوهاب، أكملت كلامها معي قائلة إنها حينما ذهبت لمنزل العندليب مع الحاج وحيد فريد مدير التصوير الأشهر في ذلك الوقت، لم تنطق بكلمة واحدة في الجلسة الأولى وذلك بعد رؤيتها لحليم ولكن أكتفت بالنظر إليه كأي طالبة جامعية في سنها ، في ذلك الوقت خاصة أن كل البنات كن يحلمن برؤية حليم فقط على الحقيقة، ولا يمطحن لمشاركته بطولة أحد أفلامه.. لأن العندليب كان ولازال معبودا للجماهير.

ومن الجمال للتمثيل الحقيقي، حيث جاءت فترة السبعينات ، لتصبح ميرفت أمين، أهم نجمات تلك الحقبة و التي تلتها ، حيث إنها حسب استفتاء النقاد الذي أجري عام 1996 لأختيار أهم 100 فيلم بذاكرة السينما المصرية، أمين  لها من هذا الرصيد 5 أفلام ، شاركت في بطولتهم و هم أبى فوق الشجرة للمخرج حسين كمال من إنتاج ١٩٦٩، ثرثرة فوق النيل لحسين كمال أيضا من إنتاج ١٩٧١، أبناء الصمت للمخرج محمد راضي من إنتاج 1974 ، سواق الاوتوبيس للمخرج عاطف الطيب من إنتاج 1983، زوجة رجل مهم للمخرج محمد خان من إنتاج 1988.

ميرفت أمين التي ظهرت مع النجم الراحل نور الشريف كثنائي فني خاص في تاريخنا الفني، حيث قدما سويا في السينما أكثر من 28 فيلما كان آخرها "بتوقيت القاهرة"، إنتاج عام 2014، وهذا الفيلم آخر أعمال نور الشريف السينمائية، كما أن أفلامهما تعتبر من أجمل الأعمال في تاريخ السينما المصرية.و أيضا نور الشريف لم يكن الثنائي الأشهر لها في السينما ، إنما كان أيضا نقطة تحول كبرى في الدراما التليفزيونية على حد تعبيرها حيث حكت لي أنه هو من رشحها لمشاركته البطولة في مسلسل الرجل الآخر من خلال دور حكمت، من تأليف مجدي صابر وإخراج مجدي أبو عميرة ، وهذا الدور الذي جسدت من خلاله الشر في أبهى صورة، حيث كانت المرة الأولي التي تقدم أمين على تجسيد هذه النوعية من الأدوار، و ربما لولا نور الشريف لم تكن ستفعلها حتى الآن.

لم تكتف ميرفت أمين طوال السنوات الماضية بمشوارها الفني الكبير ، لأنها تظل من وقت لآخر تباغتنا بدور مختلف، حيث يعد دورها السينمائي في فيلم أعز الولد، والذي دارت أحداثه في إطار كوميدي تدور الأحداث حول خمسة أطفال يتعرضوا للاختطاف أثناء توجههم إلى المدرسة، فتقرر الجدات التصدي للمختطفين وإعادتهم بأنفسهن سالمين، من تأليف شريف نجيب و جورج عزمي و إخراج سارة نوح، وعرض منذ حوالي عامين فقط.

يعد دور أمين في شخصية كيكي التي تهوى الحفلات، وتعانى من الآم في الظهر، جعلها تدمن المهدئات و المسكنات ، من أجمل الأدوار الكوميدية التي قدمت في السينما المصرية السنوات الأخيرة، وشاركتها البطولة في هذا الفيلم كل من الفنانتين الراحلتين دلال عبد العزيز، رجاء الجداوي، إنعام سالوسة، وكوكبة كبيرة من ضيوف الشرف.

لذا نقولها بالفم المليان كل سنة وميرفت أمين جميلة جميلات السينما المصرية في صحة وخير ومحبة لفنها الراقي الجميل.