تاريخ استخدام «البطيخ» في الدفاع عن القضية الفلسطينية.. ألوانه تزعج إسرائيل

كتب: عبير خالد

تاريخ استخدام «البطيخ» في الدفاع عن القضية الفلسطينية.. ألوانه تزعج إسرائيل

تاريخ استخدام «البطيخ» في الدفاع عن القضية الفلسطينية.. ألوانه تزعج إسرائيل

«فلتر البطيخ» بات الأكثر انتشارًا على منصة «تيك توك»، إذ تفاعل عدد كبير من المستخدمين معه، باعتباره وسيلة لجني الأموال، التي يذهب ربحها في النهاية لأهالي غزة، فلم يمر وقتا طويلا على انتشاره، ليتجاوز ما حققه من أرباح حاجز 13 مليون دولار، ورغم انتشار البطيخ حاليًا، فأنه في الحقيقة ليس رمزا مستحدثا مع الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، بل جرى تداول البطيخ كرمز للنضال الفلسطيني منذ نحو 56 عامًا.

تاريخ استخدام البطيخ للتعبير عن القضية الفلسطينية 

البطيخ ليس مجرد ثمرة في نظر الفلسطينيين، بل إنها تحوي الكثير من الأسرار التاريخية التي تعود إلى عام 1967، منذ ما بدأ استخدامه كرمز للقضية الفلسطينية، في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل سيطرتها على الضفة الغربية وقطاع غزة، وحرمت استخدام البطيخ كشعار في ذلك الوقت واعتبرت ذلك جريمة جنائية، ليصبح صوت الفلسطينيين الذي يعبر عن تراثهم وحضارتهم، ليشير إليه الفلسطينيون قبل سنوات على أنه درعهم الخفي وحتى الآن، إذ شكلت ألوانه العلم الفلسطيني وأصبح رمزا في كل شوارعها.

غلق المعارض الفنية بسبب البطيخ 

على الرغم من محاولة الإسرائيليين منع تداوله، عبر العمل على إغلاق كل المعارض الفنية، التي قد يلجأ إليها الرسامون، لمحاولة تجسيد الـ3 ألوان، الأسود والأخضر والأحمر، في إيصال رسائل غير مباشرة للكيان الإسرائيلي، لتبدأ أعقاب هذه المؤامرة عام  1980، حينما بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي إغلاق ما يقرب من 79 معرضًا في رام الله، التي تضم العديد من الأعمال الفنية لنخبة من الرسامين، على رأسهم نبيل عناني وعصام بدر.

قال الفنان سليمان منصور، في أحد لقاءاته لصحيفة «ذا ناشونال» إن محاولة تجسيد هذه الألوان في أي رسمة يشير إلى أعقاب وخيمة بحسب قوله، ويتذكر وقتها حينما وجه سؤال إلى أحد الضباط «ماذا لو رسمت بطيخة؟» ليكون رده صارمًا: أنه سيتم مصادرتها بلا شك، ومن هنا كانت البداية لانتشار رمز البطيخ، على كونه رمزًا للنضال الفلسطيني، إليك التواريخ المختلفة التي جرى فيها استخدام البطيخ كرمزًا للمناضلة بحسب موقع «hyperallergic»

عام 2007

لم يقتصر الأمر على تلك الفترة الزمنية من 1967 وحتى أعقاب 1980، إلا أن الأمر زاد على مرور السنين، حتى وقتنا هذا، فلم يزد الفلسطينيين سوى إصرارًا وتمسكًا بهويتهم التي لا تزال خالدة وباقية، ففي عام 2007 جرى استخدام البطيخ، كعنوان رئيسي لأحد الكتب الفلسطينية، التي تحكي التاريخ الطويل له، التي تطرق إليها الفنان خالد حوراني تحت عنوان «قصة البطيخ» ليتحدث فيها عن ألوان العلم الفلسطيني ومكانة الدولة وتاريخها.

عام 2021

عاد البطيخ إلى الساحة مرة ثانية، من قبل الأهالي وسكان غزة، بعد صدور قرار من قبل المحكمة الإسرائيلية يفيد بتنفيذ حكم طرد العائلات الفلسطينية المقيمة في حي الشيخ جراح، داخل منطقة القدس الشرقية، من منازلهم في محاولة منهم لإفساح المجال للمستوطنين حينذاك.

من وقتها أصبح البطيخ رمزًا للإشارة إلى دولة فلسطين، خاصة عندما منعت السلطات الإسرائيلية التعبيرات الأخرى، فباتت الأهالي تضعه في كل الطرقات وعلى وسائل المواصلات وغيرها، مدونة أعلى صور البطيخ عبارة «أنه ليس العلم الفلسطيني» في إشارة إلى تنفيد ما يطلب منهم.

عام 2023

اليوم يعود البطيخ إلى الواجهة، مرة أخرى في غير موسمه، باعتباره رمزا للتضامن العالمي مع القضية الفلسطينية، إذ تنشر صوره في مظاهرات التضامن حول العالم، وتظهر جليًا في صورة العلم الفلسطيني الذي تحمله أيادي شعوب الوطن العربي أجمع ضد هجمات الاحتلال المتتالية، إلى جانب ما جرى تداوله مؤخرًا بشأن «فلتر البطيخ».


مواضيع متعلقة