«السديس» يدعو لشعب فلسطين بالثبات في خطبة الجمعة: «إن نصر الله قريب»

«السديس» يدعو لشعب فلسطين بالثبات في خطبة الجمعة: «إن نصر الله قريب»
- الشيخ عبدالرحمن السديس في خطبة الجمعة
- إمام الحرم المكي
- إمام المسجد الحرام
- خطبة الجمعة في المسجد الحرام
- صلاة الجمعة في الحرم المكي
- الشيخ عبدالرحمن السديس في خطبة الجمعة
- إمام الحرم المكي
- إمام المسجد الحرام
- خطبة الجمعة في المسجد الحرام
- صلاة الجمعة في الحرم المكي
أم الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، المصلين في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، متحدثا عن الدعوات لإغاثة شعب فلسطين المنكوب الذي يواجه حربا بربرية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن خَيرُ ما يُوصى به في أول الأمر وبَادِئه، وخِتَامِهِ وعَائِدِه: تقوى الله -عزَّ وجل- في كل الآناء، لا سيَّما في الكُرَب واللأواء، والمِحَن والبَأْساء، فتقواه –سبحانه- تَكْشِفُ كُرَبًا وقَلَقًا، وتُحقِّقُ نَصْرًا وأَلَقًا.
الشيخ السديس يؤم المصلين في الحرم المكي
وقال إنه في خِضمِّ المآسي والكروب، ومَعَامِع الخطوب، وحوالك الدُّروب، تَشْرَئِبُّ النفوس، إلى الخلاص من أسباب الوهْن والانكسار، والأخذ بأسباب العزّة والانتصار، وتَتَطلع الأرواح إلى أَرَجِ الرَّحمات المُفَرِّجات، وعَبَقِ النفحات المُصَبِّرات، إنَّ مِن سنن الله -جل وعلا- أن جعل لكلِّ شيءٍ أسبابًا ونتائجًا، وغَايات ومَبَاهجًا، وأمر عباده باتخاذ الأسباب، للوصول إلى أسمى الغايات معاقد العزَّة والانتصارات.
أضاف «السديس»: «يأتي في مقدمة هذه الأسباب: التوحيد والإخلاص، فإنَّ أعظم ما أمر الله به التوحيد والإخلاص، فالتوحيد والإخلاص في العمل من أعظم أسباب النص، فضلا عن الإيمان والعمل الصالح؛ قال عز وجل: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غافر:51]، بالإضافة إلى أن نُصرةُ دينِ الله؛ قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد:7]، وكذلك اجتـماع الكلـمة على الحق، وإصلاح ذات البين، وعدم التــنازع والتـفرُّق؛ قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران:103]ن وإعداد ما يُستطاع من قوَّة؛ قال الله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾» [الأنفال: 60].
فيديو خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: تنظيم الحملة الشعبية الإغاثية وعقد القمة العربية الإسلامية يأتيان ضمن مواقف المملكة الدائمة والداعمة لفلسطين #الإخبارية pic.twitter.com/1cbQLsQKCt
— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) November 17, 2023
وأوضح أن من بين الأسباب هو التوكُّل على الله، قال جلَّ في علاه: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [آل عمران:160]، فضلا عن الصبـْر والثبات، قال عز من قائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأنفال:45]، وإقامةُ الصلاة والإكـثـارُ مـن ذكر الله -سبحانه- واستغفارهُ ودعـاؤهُ والاستغاثةُ به واللَّجَاءُ إليه، قـال الله تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ * فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 238- 239]، والتجافي عن طريق أهل الضلال ومسالك أهل البطِر والرِّياء: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ [الأنفال: 47]، والدعاء الدعاء، فتلك أيها الأُباة عشرٌ كاملة من الوقفات النَيّرَات، مع أهم أسباب النصر المبين والعِزَّة والتمكين، استنهاضًا للهِمَم، ورُنُوًّا لِبلوغ القِمَم؛ للدفاع عن رمْزِ مقدَّسات الأمة وحُرُماتها، المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين ومسرى سيد الثقلين، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
خطبة الجمعة في الحرم المكي
أوضخ رئيس الشؤون الدينية، أنّه من الواجبِ على أهل التوحيد والإيمان الآملين في تأييد القويّ المنّان؛ أن يَتدَرَّعُوا بأسباب النصر والعزَّة والتمكين، ويأخذون بها في كل مكان وحِين، وأنَّ أعظم ما أمر الله به؛ التوحيد والإخلاص، فالتوحيد والإخلاص في العمل من أعظم أسباب النصر، فمن أعظم أسباب النصر؛ إقامة دين الله، والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ونصر المستضعفين في الأرض.
وقال إن أولُ طريقِ التمكين للأُمة؛ تقوى الله والإصلاح، قال تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [الأنفال:46] أي: نصْركم وقُوَّتكم.القوَّة للمؤمنين المدافعين عن دينهم وأمَّتهم مطلب شرعي، فالإسلام دين القُوّة والعزة، وقِوامُه بكتابٍ يهدي، وسلاحٍ ينصر، وإنَّ من حقِّ إخوانكم في الأرض المقدسة عليكم؛ نصرتهم بالتضرُّع إلى الله والدعاء والإلحاح عليه، والتذلل بين يديه سبحانه، وسؤاله عاجل النصر والثبات والتمكين.
وتابع بأنّ العدوان الصهيوني الغاشم، يعاني من بطشه وضراوته وقسوته إخواننا في فلسطين الأبيَّةِ؛ لقد دَمَّروا البلاد، وأفْنَوُا الذُّريَّة والعباد بِأَقْمَإ الوجوه وأقسى الأكباد، وأفتك الصَّواريخ والقَنَابِل والعَتَاد، في كارثةٍ إنسانيةٍ بشعة، فاللهم رحماك ربَّاه رحماك، وحسبنا الله ونعم الوكيل، فيا إخواننا في فلسطين: صبرًا صبرًا، وثباتًا ثباتًا، وكلُّنا أملٌ وتفاؤلٌ واستبشار، ألا إنَّ نصر الله قريب، فلَكَمْ تقتضينا أُخُوَّتُنا القعْساء، وعقيدتُنا الشمّاء، مؤازرةَ أهالينا في فلسطين الإباء؛ ليحَقِّقوا الأمن والانتصار، وحقْنَ الدماء والاستقرار، وفكَّ الحصار، ووقف العُنف والتهجير القسْريّ، ووصول المساعدات والإغاثة الإنسانية.