أحجار الشطرنج في الشرق الأوسط
- إيمان أبو طالب
- عمل مسرحى
- فتوح أحمد
- فرصة سعيدة
- لى لى
- محمد الصاوى
- محمد جمعة
- أحمد بدير
- أزياء
- إيمان أبو طالب
- عمل مسرحى
- فتوح أحمد
- فرصة سعيدة
- لى لى
- محمد الصاوى
- محمد جمعة
- أحمد بدير
- أزياء
فتحت عملية طوفان الأقصى فى فلسطين الباب واسعاً للتحليلات السياسية والاستراتيجية وتفعيل قواعد الجغرافيا السياسية والاستراتيجية والعسكرية لاستشراف نتيجة ومستقبل الحرب والصراع الدائم.
يعكف الباحثون والدارسون والخبراء فى أروقة أجهزة الأمن القومى والمخابرات فى الدول وفى مراكز الفكر على تحديد الآثار الناجمة عن هذه الحرب ومدى تأثيره المحتمل على المنطقة والعالم وعلى تشكيل نظام عالمى جديد.
تحظى منطقة الشرق الأوسط باهتمام دولى كبير، فهى أحد أهم مراكز الثقل الاستراتيجى عالمياً رغم أن «بريزينسكى» كان يرى أن منطقة أوراسيا التى تمتد من البرتغال حتى ماليزيا هى محور الهيمنة على العالم، مَن يسيطر عليها يمكنه أن يسيطر على العالم.
كان يركز على المساحة الجغرافية الموجود بها هضبة الأناضول وأوكرانيا ويرى أنها المعبر التاريخى بين آسيا وأوروبا الذى يتحكم فى مفاتيح رقعة الشطرنج الكبرى للعالم.أحيا الفلسطينيون قضية الوطن والأرض بعدما كاد العالم ينسى وجودهما وبعد أن استطاعت إسرائيل توطيد علاقاتها بغالبية الدول العربية، خاصة دول الخليج وكانت على وشك أن تقيم علاقات مع السعودية وأعلن نتنياهو مبشراً أن العلاقات مع السعودية ستكون مكسباً كبيراً وعدد مزايا وجود علاقات بين البلدين.
فتحت المقاومة الفلسطينية الملف من جديد قبل فوات الأوان ووضعت الشرق الأوسط على سطح من الصفيح الساخن الذى يمكن أن يمتد لهبه إلى أطراف أخرى فاعلة إقليمياً أو دولياً، باعتبار أن القوى الكبرى لن تترك لاعباً منها منفرداً يلعب فى المنطقة التى كانت وما زالت عبر تاريخ طويل ذات تأثير كبير على مجريات التاريخ فى العالم.عرف كبار القادة الاستراتيجيين فى العالم مدى أهمية المنطقة.
بدءاً من الإسكندر الأكبر وقيصر ونابليون وهتلر وغيرهم وقد أطلق على هذه المنطقة التى تضم مصر والجزيرة العربية وإيران وتركيا اسم الشرق الأوسط من خلال ألفريد ماها، البحرى الأمريكى الذى أمعن النظر فى خريطة المنطقة، ورأى أن يكون اسمها الشرق الأوسط وكتب مقالاً بذلك فى مجلة البحرية الأمريكية وأخذ برأيه لأنه يعتبر من كبار منظّرى الاستراتيجية فى العالم، وكان ذلك عام 1902.
لمنطقة الشرق الأوسط أهمية كبيرة، فقد كانت مركز العالم فى الزمن القديم، ظهرت بها الحضارات الكبرى ونزلت فيها الديانات السماوية.
زادت أهمية المنطقة بعد حفر قناة السويس التى شكّلت همزة الوصل البحرى بين أنحاء العالم شرقاً وغرباً.. شمالاً وجنوباً، وأضيفت للمنطقة أهمية أخرى وهى اكتشاف البترول فى أرضها. وقد عكف محللو السياسة والاستراتيجية الأمريكيون على دراسة المنطقة وأبعادها الاستراتيجية وخلصوا إلى أن سيطرة أمريكا عليها أمر حتمى حتى يمكنها تحقيق طموحاتها بتصدّر المكانة الأولى فى العالم.
نفذت أمريكا خططها بشأن السيطرة على المنطقة وأبعدت بريطانيا وفرنسا الإمبراطوريتين الاستعماريتين التقليديتين عن المنطقة بعدما قامت الدولتان فى بدايات القرن العشرين بإعادة رسم وصياغة المنطقة بما يناسب مصالحهما وذلك بعد إلغاء الخلافة العثمانية.
أسهم مع الدولتين الاستعماريتين جماعات من الساسة أو الإداريين والصحفيين والمغامرين والجواسيس المحترفين ممن عملوا لصالح الدولتين وشاركوا فى تقسيم المنطقة ورسم حدود لا تتسق مع المعالم والتضاريس الطبيعية، كما قاموا بإعادة توزيع الخريطة السكانية بما يحقق نعرات العصبية ويكون نواة لزعزعة الاستقرار وإشعال الصراعات والحروب الأهلية فيما بعد.
تعيد الحرب المشتعلة فى غزة إلى الذاكرة حرب فيتنام التى كانت أمريكا طرفاً فيها تحارب بقواتها مباشرة، بينما كان الاتحاد السوفييتى والصين طرفين فاعلين بقوة ودعّما فيتنام بكل السبل، فالصراع كان عقائدياً ولم يكن لدى كل طرف النية للتخلى عن أهدافه وقد انتصر الشيوعيون فى فيتنام بمساندة كبيرىّ الشيوعيين فى العالم، الاتحاد السوفييتى والصين.
الآن يدور الصراع فى أوروبا على أرض أوكرانيا التى تأثرت بسبب حرب غزة بعدما تقلصت شحنات الأسلحة المتجهة إليها وتربص روسيا لالتهامها، خاصة بحلول الشتاء وتراجع أوروبى ملحوظ عن استمرار الدعم الاقتصادى والعسكرى لأوكرانيا.
كذلك الأمر فى بحر الصين حيث تتملص تايوان من العودة إلى الصين الأم وتحمى أمريكا رغباتها وتقف فى مواجهة الصين ما زاد من التوتر فى المنطقة فى الفترة الماضية.
لكن التنين الصينى لن يتراجع عن استعادة تايوان، كما استعاد هونج كونج -مع الفارق- حتى بعد مرور وقت، فالمسألة بالنسبة للصين ترتبط بعوامل ومعايير عديدة وطنية ومصلحية.
يجرى لعب الشطرنج فى الشرق الأوسط، إما مباشرة بوجود حاملات الطائرات والبوارج الأمريكية أو من وراء حجب، حيث تمتد الأصابع لتحريك لاعبين محليين وضمان استمرار اشتعال الموقف.
فى ذات الوقت تراقب مصر الأوضاع وتتصرف بثبات انفعالى وسلوكى وقد وضعت سيناريوهات عديدة لكل الاحتمالات، مدركةً قيادتها أن اللحظة فارقة وأن لا مجال للأخطاء الاستراتيجية، وإذا كنا لا نعرف تماماً تفاصيل ما يجرى من مؤامرات دولية أو محلية، فإن المحللين والدارسين فى المجال السياسى المصرى قادرون على توقع كل الاحتمالات وكل السيناريوهات بحيث يكون أمام القائد صاحب القرار كل الاختيارات، فالأمن القومى المصرى على المحك والشعب كله يدرك مدى خطورة الموقف ولكنه يساند قيادته وجيشه بدون حدود.