فلسطين لم تكن البداية.. قصة البحث عن وطن قومي لليهود

كتب: محمد عبدالعزيز

فلسطين لم تكن البداية.. قصة البحث عن وطن قومي لليهود

فلسطين لم تكن البداية.. قصة البحث عن وطن قومي لليهود

منذ القرن التاسع عشر ولم تتوقف محاولات اليهود للبحث عن وطن قومي لهم، يعيشون فيهم، لكن المفاجأة أن فلسطين، لم تكن الدولة المرغوبة في البداية، فحاول اليهود البحث عن وطن لهم في بعض الدول، منها الأرجنتين وأوغندا، بحسب حديث المؤرخ الفلسطيني الدكتور حسام أبو النصر، لـ«الوطن».

ما هي خطة أندينيا؟

«خطة أندينيا»، تشير إلى مؤامرة زعمت بإقامة دولة يهودية في أجزاء من الأرجنتين وتشيلي، على يد موريس دي هيرش، وهو ألماني يهودي، مؤسس جمعية الاستعمار اليهودي، التي عملت على تشجيع هجرة اليهود إلى الأرجنتين، وكان رجلًا حريصًا على تعليم اليهود الزراعة والحرف الصناعية المختلفة، ثم هجرتهم إلى القارة الأمريكية بشكل عام، ودولة الأرجنتين بشكل خاص، وعلى الرغم من إقراره بقدسية الروابط اليهودية بفلسطين، إلا أنه لم يفكر بدعم هجرة اليهود إلى فلسطين.

اقتنع «دي هيرش» أن الأرجنتين المكان الأنسب لمشروع الاستيطان اليهودي، وبدأ «هيرش» بوضع برنامج عملي لتهجير اليهود الروس بدعم من الحكومة الروسية نفسها، وتشكلت لجنة مركزية في بطرسبرج تحت قيادة البارون دي هيرش، ونوه إلى أن الهجرة ستكون محدودة في البداية، ولكنها ستزداد تدريجيًا، وفي عام 1892 وصلت الدفعة الأولى من المهاجرين اليهود إلى الأرجنتين، وضمت 60 عائلة، وسلمت كل واحدة بيتًا مع حظيرة للماشية، وبقرة واحدة، و25 دجاجة ومع هجرة اليهود إلى الأرجنتين بدأت المشاكل بالظهور، بحسب ما جاء في الموسوعة اليهودية، وما اطلعت عليه «الوطن» في مذكرات ثيودور هرتزل.

«هرتزل» ورفض الأرجنتين وطنًا لليهود

كان مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل، رافضًا لفكرة هجرة اليهود إلى الأرجنتين، وبدأ بإثناء «دي هيرش» عن فكرته، قائلًا إنها «خطأ ومكلفة»، وأنه يشجع اليهود على التسول.

أوغندا.. عرض بريطانيا لليهود

ظل «هرتزل» يحاول بعد «دي هيرش» في البحث عن وطن قومي لليهود، لكن بطريقة مختلفة عن التي اتبعها «دي هيرش»، عن طريق الحصول على دعم دولي، خاصة من بريطانيا، وأن يصبح اليهود أصحاب أرض، وبعد وفاة «هرتزل»، تسلم الراية «وايزمان»، وعرضت بريطانيا عام 1904 اختيار أوغندا وطنًا قوميًا لليهود، لكن «وايزمان» رفض الفكرة نهائيًا.

حاييم وايزمان.. «لن أتخلى عن فلسطين»

وبحسب ما جاء في مذكرات حاييم وايزمان، كان «وايزمان» مؤمنًا أن فلسطين هي أرض الميعاد، ويجب أن يعيش فيها اليهود، وقال عام 1906 أثناء مقابلة مع آرثر بلفور، وزير الخارجية البريطاني بعد ذلك: «إن اليهود يعتقدون أن استبدال فلسطين بأي بقعة في العالم، نوع من الكفر، فهو أساس التاريخ اليهودي، ولو أن موسى نفسه جاء ليدعو إلى غيرها، ما تبعه أحد، وسيأتي اليوم، الذي سننجح فيه في استعادة بلادنا، فهذا أمر لا شك فيه».

الاحتلال اليهودي لفلسطين

استمر «وايزمان» والحركة الصهيونية في محاولات إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، حتى صدر إعلان وعد بلفور عام 1917، وبدأت بعدها هجرة اليهود إلى فلسطين ثم الاحتلال الإسرائيلي.


مواضيع متعلقة